.. أجهلت أَوْصَاف الْمَبِيع وقدرة
أَن كنت ذَا جهل بِذِي الْأَثْمَان ... واها لقلب لَا يُفَارق طيره ال
أَغْصَان قَائِمَة على الكثبان ... ويظل يسجع فَوْقهَا وَلغيره
مِنْهَا الثِّمَار وكل قطف دَان ... ويبيت يبكي والمواصل ضَاحِك
ويظل يشكو وَهُوَ ذُو هجران ... هَذَا وَلَو أَن الْجمال مُعَلّق
بِالنَّجْمِ هم إِلَيْهِ بالطيران ... لله زائرة بِاللَّيْلِ لم تخف
عسس الْأَمِير ومرصد السجان ... قطعت بِلَاد الشَّام ثمَّ تيممت
من أَرض طيبَة مطلع الْإِيمَان ... وَأَتَتْ على وَادي العقيق فجاوزت
مِيقَاته حلا بِلَا نكران ... ٥ وَأَتَتْ على وَادي الاراك وَلم يكن
قصدا لَهَا فألا بِأَن ستراني ... وَأَتَتْ على عَرَفَات ثمَّ محسر
وَمنى فكم نَحرته من قرْبَان ... وَأَتَتْ على الجمرات ثمَّ تيممت
ذَات الستور وربة الاركان ... هَذَا وَمَا طافت وَلَا استلمت وَلَا
رمت الْجمار وَلَا سعت لقران ... ورقت على أَعلَى الصَّفَا فَتَيَمَّمت
دَارا هُنَالك للمحب العاني ... أَتَرَى الدَّلِيل أعارها أثوابه
وَالرِّيح أعطتها من الخفقان ... وَالله لَو أَن الدَّلِيل مَكَانهَا
مَا كَانَ ذَلِك مِنْهُ فِي إِمْكَان ... هَذَا وَلَو سَارَتْ مسير الرّيح مَا
وصلت بِهِ لَيْلًا إِلَى نعْمَان ... سَارَتْ وَكَانَ دليلها فِي سَيرهَا
سعد السُّعُود وَلَيْسَ بالدبران ...
1 / 41