119

شرح قصیده ابن القیم

توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم

پوهندوی

زهير الشاويش

خپرندوی

المكتب الإسلامي

د ایډیشن شمېره

الثالثة

د چاپ کال

١٤٠٦

د خپرونکي ځای

بيروت

تَعَالَى وَأَنَّهَا مخلوقه وتعطيله الاوصاف أَي أَنه نفي صِفَات الْبَارِي سُبْحَانَهُ وتعطيل الافعال أَي بِأَنَّهُ يَقُول الْفِعْل هُوَ الْمَفْعُول والخلق هُوَ الْمَخْلُوق فَانْظُر الى مَا تضمنه هَذَا من الْجحْد والتعطيل والكفران وَقَوله لكنه ابدى الْمقَالة هَكَذَا فِي قالب التَّنْزِيه للرحمن أَقُول قَالَ الْعَلامَة تَقِيّ الدّين احْمَد بن عَليّ المقريزي فِي كتاب (الخطط (بعد كَلَام سبق ثمَّ حدث بعد عصر الصَّحَابَة ﵃ مَذْهَب جهم بن صَفْوَان بِبِلَاد الْمشرق فعظمت الْفِتْنَة بِهِ فَإِنَّهُ نفى أَن يكون لله تَعَالَى صفة وَأورد على أهل الاسلام شكوكا أثرت فِي الْملَّة الاسلامية آثارا قبيحة تولد عَنْهَا بلَاء كَبِير وَكَانَ قبيل الْمِائَة من سني الْهِجْرَة فَكثر أَتْبَاعه على أَقْوَاله الَّتِي تؤول الى التعطيل فأكبر أهل الاسلام بدعته وتمالؤوا على انكارها وتضليل أَهلهَا وحذروا من الْجَهْمِية وعادوهم فِي الله وذموا من جلس إِلَيْهِم وَكَتَبُوا فِي الرَّد عَلَيْهِم مَا هُوَ مَعْرُوف عِنْد أَهله انْتهى كَلَامه وَقد تقدم فِي كَلَام الامام احْمَد وَالْبُخَارِيّ وَعبد الله بن الْمُبَارك وَغَيرهم ﵃ أَشْيَاء من أَحْوَال جهم وَأَتْبَاعه والتحذير من بدعهم وَلَقَد زرع هَذَا الْخَبيث فِي الاسلام شرا عَظِيما لَا يَزُول إِلَى قيام السَّاعَة نَعُوذ بِاللَّه من الخذلان قَوْله فتبرؤوا مِنْهَا بَرَاءَة حيدر هُوَ لقب عَليّ بن أبي طَالب ﵁ والمولود من عمرَان هُوَ مُوسَى ﵇ يَعْنِي أَن أهل الحَدِيث وَالسّنة تبرؤوا من مَذْهَب الجهم وشيعته كَمَا تَبرأ مُوسَى ﵇ من بني إِسْرَائِيل الَّذين عبدُوا الْعجل وكما تَبرأ عَليّ ﵁ من الشِّيعَة الَّذين تبرؤوا من اصحاب رَسُول الله ﷺ بل ادّعى بَعضهم فِيهِ الالهية فاستتابهم فَلم يتوبوا فخدد لَهُم الاخاديد وأضرم فِيهَا النَّار وَأَحْرَقَهُمْ فِيهَا

1 / 120