فأدركت العناية الإلهية والهداية الربانية من أراد الله هدايته لإقامة دين الإسلام والتمسك في سبل السلام أمير بلدته التي فيها محلته مرحوم الودود محمد بن سعود، فشرح الله لذلك صدره ويسر له أمره ففتحت عين بصيرته وانجلت غشاوة سريرته، فسمع ووعى وذكر وأوعى، وزادته العناية توفيقا والهداية في قلبه ترقيقا، فأجد وأمد وعن ساعده شمر، واجتهد مقبلا على إقامة التوحيد وداعيا إليه العبيد، فلذلك عاداه أهل هذا الباطل وأقاموا بأنواع العداوة عليه فأجمعوا جدهم وجهدهم من خيلهم ورجالهم ومدافعهم التي هي غاية ما عندهم ليرجعوه هو واتباعه عن إقامة التوحيد، والدعاية إليه وإخلاص الوحدانية والعبادة كلها بأنواعها لله وحده، إلى ما كانوا عليه من الطغيان، وعبادة الشيطان ، من الإنس والجان، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون. ولم يزل ذو العناية الهداية معتصما بحبل الله معدا لأولياء الشيطان ما استطاع من قوة الآلات ومن رباط الخيل في سبيل الله تمثلا قوله تعالى في الآيات البينات: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون} فأعز الله به الإسلام والمسلمين وألف به بين قلوب المؤمنين وظهر الحق وانتصر الدين وقمع الباطل وأولياءه المشركين وهكذا لم يزل الأمر حتى توفاه الله إليه، وأختار له ما لديه من النعيم المقر أبد الآبدين قال تعالى: {ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} وقال تعالى: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} فقام مقامه وانتصب انتصابه ناصر السنة والدين وخاذل البدعة والمشركين المجاهد في سبيل الله إيمانا واحتسابا والداعي إلى الله إيجابا نجله الأواه المعتصم بالله الحميد المحمود، عبد العزيز بن محمد بن سعود، فجاهد في الله واجتهد، وبذل نفسه لله وأمد، فأفشى الله به الإسلام وأوسعه، واضمحل به الباطل وقمعه، ولا قام صاحب باطل وهوى على إطفاء نور الله إلا وأهلكه الله في ساعة قصيرة فلله الحمد والمنة، حتى وقع في الإسلام وقائع غرائب وعجائب كما مضى في صدر سلف هذه الأمة عينا بعين ومثلا بمثل ما لو جمع ذلك لاحتمل مجلدات لكثرة البلاوي والوقائع الغريبات بمعادات هذا الدين، والتصديق والانقياد لقول أعدائه من شياطين الإنس المفتونين إذ
مخ ۲۷