توبه د عمر دنده
التوبة وظيفة العمر
ژانرونه
ولو شملتها رقة وشباب(405) وهذا أبو علي الشبل يقول:
وآنف أن تعتاق قلبي خريدة
بلحظ وأن يروى صداي رضاب
وللقلب مني زاجر من مروءة
يجنبه طرق الهوى فيجاب(406)
وهذا منصور الهروي يقول:
خلقت أبي النفس لا أتبع الهوى
ولا أستقي إلا من المشرب الأصفى
ولا أحمل الأثقال في طلب العلا
ولا أبتغي معروف من سامني خسفا
ولا أتحرى العز فيما يذلني
ولا أخطب الأعمال كي لا أرى صرفا
ولست على طبع الذباب متى يذد
عن الشيء يسقط فيه وهو يرى الحتفا(407)
فلا يكون_إذا_من وراء الشهوة إلا إذلال النفس، وموت الشرف، والضعة والتسفل؛ أوليس من الذل أن تكون حياة الإنسان معلقة بغيره، وسعادته بيد سواه، فهو مضطر إليه، وهو لعبة في يديه، إن أقبل سعد، وإن أعرض شقي، وإن مال إلى غيره اسودت الدنيا في عينيه؟
هذا_والله_الصغار بعينه، وهذا هو الذل الذي لا ينفع معه المال الكثير، ولا الجاه العريض.
أليست هذه هي حقيقة الحب والعشق الذي ألهه الشعراء؟ أليست هذه هي حال من غاية طموحه أن تواصله امرأة بكلمة أو إشارة، أو ما هو أعلى من ذلك؟
بلى، ولكن هل سيسعد بهذا؟ وهل يكفيه ذلك الوصال؟ لا، بل كل ما واصل واحدة زاده الوصال نهما، كشارب الماء المالح لا يزداد إلا عطشا.
ولو أنه عرف من النساء آلافا ثم رأى أخرى معرضة عنه لرغب فيها وحدها، وأحس من الألم لفقدها مثل الذي يحسه من لم يعرف امرأة قط.
ثم هب أن الإنسان وجد منهن كل ما يريد، ووسعه السلطان والمال؛ فهل يسعه الجسد، وهل تقوى الصحة على حمل مطالب الشهوة، ودون ذلك تنهار أقوى الأجساد، وكم من رجال كانوا أعاجيب في القوة، فما هي إلا أن استجابوا لشهواتهم، وانقادوا إلى غرائزهم حتى أصبحوا حطاما.
وإن من عجائب حكمة الله أن جعل مع الفضيلة ثوابها؛ من الصحة والنشاط، وجعل مع الرذيلة عقابها؛ من الانحطاط والمرض.
مخ ۱۴۲