139

وبالجملة فالآثار القبيحة للمعاصي أكثر من أن يحيط بها العبد علما، وآثار الطاعة الحسنة أكثر من أن يحيط بها علما؛ فخير الدنيا والآخرة بحذافيره في طاعة الله، وشر الدنيا والآخرة بحذافيره في معصية الله(391).

18_ الدعاء: فهو من أعظم الأسباب، وأنفع الأدوية، وهو عدو البلاء يدافعه، ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه، أو يخففه إذا نزل.

قال_تعالى_: [ادعوني أستجب لكم] غافر: 60.

وقال: [وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني] البقرة: 186.

ومن أعظم ما يسأل، ويدعى به سؤال الله التوبة؛ وذلك بأن يدعو الإنسان ربه أن يمن عليه بالتوبة النصوح، مهما كانت حاله.

ولهذا كان من دعاء نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل_عليهما السلام_: [ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم] البقرة: 128.

وكان من دعاء نبينا محمد": =رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم+(392).

وكان من دعاء عباد الله المؤمنين: [ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار] آل عمران: 16.

إلى غير ذلك من الأدعية الكثيرة الواردة على هذا النحو.

فحري بمن أراد التوبة أن يسأل ربه أن يرزقه إياها، وأن يلح عليه بذلك، وأن يتحين الأوقات، والأحوال، والأوضاع، التي هي مظان الإجابة، كالدعاء في السجود، وفي آخر الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي حال إقبال القلب، واشتداد الإخلاص، والاضطرار إلى غير ذلك.

وعليه_أيضا_أن يتجنب موانع الإجابة، وألا يستعجل الإجابة، فيدع الدعاء.

ومن كانت هذه حاله كان حريا بأن يجاب دعاؤه(393).

ما ضاق بالمرء أمر فاستعد له

عبادة الله إلا جاءه الفرج

ولا أناخ بباب الله ذو ألم

مخ ۱۳۹