107

ج_التفكر والتذكر: وذلك باب واسع جدا، والمقام لا يتسع إلا لأقل القليل؛ فليتفكر العاشق في خطواته إلى لقاء محبوبه، وأنها_مع ما فيها من ضم جراح إلى جراح_مكتوبة عليه، وهو مطالب بها.

وليتفكر في مكالمته محبوبه؛ فإنه مسؤول عنها، مع ما فيها من إلهاب نار الحب.

وليتذكر هاذم اللذات، وشدة النزع، وليتفكر في حال الموتى الذين حبسوا على أعمال تجاوزوا فيها؛ فليس منهم من يقدر على محو خطيئة ؛ ولا على زيادة حسنة؛ فلا تعث يا مطلق!.

وليتصور عرضه على ربه، وتخجيله له بمضيض العتاب.

وليتخيل شهادة المكان الذي وقعت فيه المعصية.

وليمثل في نفسه عند بعض زلله كيف يؤمر به إلى النار التي لا طاقة لمخلوق بها.

وليتصور نفاد اللذة، وبقاء العار والعذاب.

وليتذكر أنه لا يرضى لأحد من محارمه أن يكون معشوقا؛ إذا كان ذا غيرة، فكيف يرضى ذلك المصير لغيره؟

د_البعد عن المحبوب: فكل بعيد عن البدن يؤثر بعده في القلب؛ فليصبر على البعد في بداية الأمر صبر المصاب في بداية مصيبته، ثم إن مر الأيام يهون الأمر.

فليبتعد عن المحبوب، فلا يراه، ولا يسمع كلامه، ولا يرى ما يذكره به.

ه_الاشتغال بما ينفع: فقد مر، قبل قليل أن من أسباب العشق الفراغ؛ لذلك فكل ما يشغل القلب من المعاش، والصناعات، والقيام على خدمة الأهل، ونحو ذلك_فإنه يسلي العاشق؛ لأن العشق شغل الفارغ_كما مر_فهو يمثل صورة المعشوق في خلوته؛ لشوقه إليها؛ فيكون تمثيله لها إلقاء في باطنه؛ فإذا تشاغل بما يوجب اشتغال القلب بغير المحبوب_درس الحب، ودثر العشق، وحصل التناسي.

و_الزواج: ولو بغير من عشقها؛ فإن في الزواج كفاية وبركة وسلوة، وإن كان متزوجا فليكثر من الجماع؛ فإنه دواء =ووجه كونه دواء أنه يقلل الحرارة التي منها ينتشر العشق.

وإذا ضعفت الحرارة الغريزية حصل الفتور، وبرد القلب؛ فخمد لهب العشق+(296).

مخ ۱۰۷