توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس
توالي التأنيس بمعالي ابن إدريس لابن حجر
ژانرونه
وأخرج الخطيب من وجه آخر عن ابن عبد الحكم قال: ما رأيت مثل الشافعي، كان أصحاب الحديث ونقاده يجيؤون إليه فيعرضون عليه، فربما أعل نقد النقاد منهم ووقفهم على غوامض من نقل الحديث، لم يقفوا عليها فيقومون وهم يتعجبون، ويأتيه أصحاب الفقه المخالفون والموافقون فلا يقومون إلا وهم مذعنون له بالحذق والدراية، ويجيئه أصحاب الأدب فيقرؤون عليه الشعر فيفسره، ولقد كان يحفظ عشرة آلاف بيت من شعر هذيل بإعرابها وغريبها ومعانيها، وكان من أضبط الناس للتاريخ، وكان يعينه شيئان وفور عقل وصحة ذهن، وملاك أمره إخلاص العمل لله.
وقال علي بن عبد العزيز البغوي قال لنا أبو نعيم الفضل بن دكين: ما رأيت ولا سمعت أعقل عقلا ولا أحضر فهما ولا أجمع علما من الشافعي.
وقال ابن عدي: ثنا محمد بن القاسم سمعت محمد بن عبد الله العمري سمعت الجاحظ يقول: نظرت في كتب هؤلاء النبغة الذين نبغوا فلم أر أحسن تأليفا من المطلبي، كأن كلامه ينظم درا إلى در.
وقال أبو قدامة السرخسي: الشافعي إمام معتمد.
وأخرج البيهقي من طريق أبي بكر بن خزيمة سمعت الربيع وذكر الشافعي فقال: لو رأيتموه لقلتم: إن هذه ليست كتبه، كان والله لسانه أكبر من كتبه.
وأخرج البيهقي أيضا من طريق موسى بن سهل قال: قلت لأحمد بن صالح: أجالست الشافعي؟ فقال: سبحان الله، مثله كنت أقصر في مجالسته.
ومن طريق الربيع قال: سمعت علي [بن معبد يقول:] ما عرفنا الحديث [حتى] جاءنا الشافعي.
ومن طريق حجاج بن الشاعر قال: من الله على هذه الأمة بأربعة، الشافعي تفقه بالحديث، وأحمد تمسك بالسنة، وأبو عبيد فسر الغريب، ويحيى بن معين نفى الكذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مخ ۱۳۷