ولم ... أيضا أفهم شيئا، وقفت كالمأخوذة أرقب الموقف، كان مايا يجري هنا وهناك محاولا القبض على هذا أو هذه، فتهرب من بين مخالب جنونه، إلى أن انقض علي كما ينقض نسر مسن على سنجاب صغير، وأخذ يجردني من ملابسي، قطعة قطعة؛ كان في البدء متوترا منفعلا، كنت في البدء أصرخ أقاوم لكني انهرت أخيرا، استسلمت تماما فاقدة المقدرة في الدفاع عن النفس ساقطة على الأرض.
هدأ هو، أصبح متماسكا وهو يخرج من بين ثيابه فرشاة صغيرة وعلبة ألوان، ثم أخذ يرسم علي تحت السرة بقليل، بكل هدوء وبرودة أعصاب، بل كان يترنم بلحن بدوي سوري رشيق، رسم حدأة، حدأة لها جناحا فراشة ومخالبها أظافر سيدة جميلة، في مكان منقارها فمي.
ثم بعد أن فرغ قال بصوت عال جهوري، وكأنه يخاطب شعبا بأكمله: إن الذي حطم الاتحاد السوفيتي ليست أمريكا، وحربها الباردة، وليسوا هم الجواسيس، ولكن الجينز، ولكن الحشيش، ولكن اللواط. والبعض يتهم الفنانين سرا وهو دافنا رأسه في الرمال، فالفنانون أخطر من مليون من الرءوس النووية، ثم خاطبني قائلا - وكنت أرتدي ملابسي على عجل وخوف: أليس كذلك؟
قلت غضبانة: أنت شرير ولئيم.
فرد مبتسما ابتسامة خبيثة: أنت جميلة ومغرية، أنت موحية بأخبث الشعر.
الأصدقاء
لحقنا بالأصدقاء في ...
لحقنا بالأصدقاء في خلفية الباص، كانت سارة حسن تغني وترقص في آن واحد، كأنها دمية في فيلم كرتون، البقية يصفقون ويعزفون بأفواههم موسيقى صاخبة، أما نوار فكانت تلاحقهم بالأسئلة الغريبة الجريئة، تحدثني عن فنان أعجبت به وأعجب بها، كان ولا يزال يجانسها كلما زارت متحف مسيو دل برادو بمدريد، قالت: إنها أول امرأة سوداء يعشقها هذا الفنان، ثم أخذت تحدثني بالتفصيل عن أسلوبه في المجانسة، أسلوبه الخاص جدا، قالت إنه يستطيع أن يمتع أية امرأة كانت، ولو أنها صنم من الجليد.
كانت دائما ما تحاول إقناعي بأنه في إمكانه أن يصبح في شموخ جويا العظيم وشهرته، بإمكانه أن يثور الفن الإسباني ويمجده أكثر مما فعل بيكاسو وبول كلي، بإمكانه أن ...
ولكنه لا يرغب في ذلك، وأنه يفضل الجنس على الشهرة. وحدثتني بأنها تعد دراسة مطولة عن لوحة رسمها لها خوان بيدرو وهي نائمة، قالت: إنها لا تقل قيمة وأهمية عن لوحة الغجرية النائمة للفنان هنري ماتيس، واللوحة الآن معلقة في حجرة نومها.
ناپیژندل شوی مخ