سألتهما نوار عما حدث فأجاب منفعلا: هذا الشخص - مشيرا لآدم - له أخلاق ضيقة جدا، والمسألة تحتاج لسعة صدر وصبر. وقلت له من قبل إنني لست متأكدا تماما من المكان، فلقد اصطحبت من السجن إلى جهة الشمال ما يقارب الساعة سيرا بالعربة بسرعة جنونية ... ربما بأقصى ما تستطيع عربة اللاندكروزر أن تسير ... ثم اتجهنا غربا لما يقارب ربع الساعة، ثم جنوبا لبعض الوقت حيث أمرنا بحفر مطمورة ثم أمرنا بدفنهما فيها. قالت سارة لآدم: طول بالك يا آدم. ثم سألت السجان: هل هناك أي معلم يدلنا على القبر؟ شجرة، قوز ... أو أي شيء؟
قال محاولا أن يكون هادئا: فقط شجرة صبار.
نزل الجميع من العربة وبدأنا البحث بقيادة عالمة الآثار وخبيرة التربة نوار سعد وجهازها العجيب الذي يستخدم لمعرفة مدى التغيير في نوع التربة، بمعرفة عمرها تحت أشعة الشمس المباشرة، وهذا مفيد جدا بالنسبة لنا؛ لأنه تم دفن الجثتين في حفرة؛ فبالتالي بإمكان جهاز نوار سعد أن ينبهنا إلى أن هنالك رمالا عمرها أحدث من الرمال التي تجاورها. قالت نوار: إنها عملية شاقة أن نقوم بمسح الصحراء كلها، ولو أن الجهاز يستطيع أن يفحص كيلو مترا مربعا في كل دقيقة انطلاقا من موقع التشغيل.
قال آدم بإصرار: حتما سنجده. إن هذا الرجل - مشيرا إلى السجان - رغم عدم تأكده، إلا أنه زودنا بمعلومات مهمة جدا وهي: سرعة العربة والزمن. أضاف أمين: والاتجاهات أيضا، إنها مهمة.
أسبوع بأكمله ونحن نعانق رمال الصحراء بحثا وتنقيبا عن قبر حافظ، وقد سئمنا السجان وسئم منا فأخذ أجره وغادرنا.
نحن
نحن ...
نحن بالمحراب جميعا بعد أن عدنا من مستوصف المدينة بالمختار الذي أنهكته الحمى؛ استيقظ المختار من غيبوبة طويلة، وأخذ فنجانا من منقوع القرض، بينما كنا نبحث في موضوع القبر قال لنا فجأة: لماذا لا تتجهوا شرقا بعد مسيرة الساعة شمالا؟ قال آدم: ولكن السجان كان يصر دائما على أن الاتجاه الصحيح هو الغرب وأظنه كان متأكدا. قال المختار بصوت مبحوح وبثقة تامة: اتجهوا شرقا هذه المرة، عكس ما قاله السجان، ربما تشابهت عليه الاتجاهات من الخوف وسرعة العربة. ربما.
المرسم المفتوح
أكبر كهوف مايازوكوف بجبل المرسم ...
ناپیژندل شوی مخ