[خروجه وبيعته]
[47] حدثنا أبو العباس الحسني بإسناده عن عبد الله بن محمد قال: لما مات محمد بن إبراهيم، وخطب أبو السرايا من الغد فقام إليه الناس وضجوا، وتكلم القراء وغيرهم، قال: فوثب محمد بن محمد بن زيد؛ وهو «يومئذ» أحدثهم سنا؛ فقال:يا آل علي فات الهالك فنجا، وبقي الباقي فلزمه النظر إلى دين الله، إن دين الله لا ينصر بالفشل، وعدو الله لايدفع بالتخاذل، ثم التفت إلى علي بن عبيد الله، فقال: ما تقول يا أبا الحسن، فقد رضينا «باختيارك»، وقبلنا وصية أبي عبد الله عليه السلام وقد اختار فلم يعد الثقة في نفسه، ولم يأل جهدا في تأدية حق الله الذي قلده؟ فقال: ما أرد وصيته تهاونا بأمره، ولا أدع القيام بهذا الأمر نكولا عنه، ولكني أتخوف أن أشغل به عن غيره مما هو أحمد مغبة، وأفضل عاقبة، فامضي رحمك الله لأمرك واجمع شمل بني عمك، فقد قلدتك «الأمر»، وأنت رضا عندنا ثقة في أنفسنا، وقد قلدناك الرئاسة، فتقلدها بطاعة الله والحزم، وقولي تبع لقولك.
فمدوا يد محمد بن محمد فبايعوه، ثم خرج إلى الناس، وأبو السرايا أمامه، فحمد الله أبو السرايا وأثنى عليه، ثم قال:يا معشر الزيدية، إن محمد بن إبراهيم عليهم السلام كان عبدا من عباد الله قدر الله حياته وأجل مماته، فلما انقضى القدر ووفي الأجل قبضه الله إليه، ونقله إلى ما اختار له من ثوابه ورحمته، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصبنا به من فقده، وعدمنا من رأيه وفضله، ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه، ويتجاوز عنه، ويلحقه بنبيه «محمد» صلى الله عليه وآله وسلم ويربط على قلوبكم وقلوبنا بالصبر.
مخ ۴۷۴