99

د لوتس اغېز: د نانو ذرات په هکله ناول چې په بیومیڈیکل ریسرچ کې کارول کیږي

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

ژانرونه

تجري في شوارع غريبة خلف توماس، ثم يقفان أمام منزل متعدد الطوابق. يبدو المنزل مألوفا لها. الشقة بالطابق الأرضي مضاءة وفارغة، تعجبهما كليهما. تعرف أنه ثمة أثاث يخصها في الطابق العلوي، لكنها لا تجرؤ على الصعود، فالشقة في حوزة المافيا. تعرف الرجال، فقد كانوا في انتظارها. كانوا يريدونها أن تعود ولن يتركوها تغادر ثانية. أومأ توماس موافقا وكأنه يفهم الأمر. تراه من الخلف. ثم يستدير فجأة لتجد وجهه يحمل ملامح أبيها، وحين استيقظت فاندا تذكرت أن هذا لم يكن سوى قناع أخذ في الاختفاء كلما استردت بعض الوعي. لم يكن في مقدورها تثبيت الصورة. •••

في صباح اليوم التالي وجدت ثلاث رسائل في انتظارها على الكمبيوتر الخاص بها بالمعهد. فتحت الرسالة الأولى التي جاءت من روتشيستر. كان ريك يطلب منها مسودات بيانات أبحاثها، إذ قام بتجربتين إضافيتين ويحتاج إليها من أجل مقارنتهما إحصائيا بقيم القياسات الجديدة. هذا الأمر أيضا! أخذ قلبها يخفق اضطرابا، سيتعين عليها أن تفكر في شيء، فلا يمكن لها أن تتعجل الرد على هذه الرسالة. وضعت فاندا الطلب في ملف المهام التي يتعين إتمامها فيما بعد. كانت الرسالة الإلكترونية الثانية من شخص لا تعرفه. موقعة من بيتر سنايدر. كانت رسالة مضطربة، وكأنه يريد أن يحذرها من شيء دون أن يفصح عنه صراحة. لقد علمت وزارة الخارجية الأمريكية أنهم قاموا بفحص مادة النانو السرية المستخدمة في الدراسة الخاصة بشركة بي آي تي، وقاموا بتفتيش المقر، لكنهم لم يجدوا شيئا؛ ولهذا السبب أرسل من عنوان جديد. كان هذا هو كل القدر الذي فهمته، ثم أخبرها بأمر تحريات سرية للبحث عن متواطئين محتملين في أوروبا بسبب إساءة استغلال براءة الاختراع وخرق العقد المبرم، ووجود ثغرة في صفوفهم هم؛ ولهذا فعليها ألا تكتب إليه إلا على هذا العنوان حتى إشعار آخر، لتأمين سلامتها. عم يتحدث هذا؟ شعرت وكأنها إليزابيث سوان التي أجبرها الكابتن جاك سبارو على البقاء في القمرة بحجج مقنعة في ظاهرها، ربما السبب أيضا أنها لم تفهم فعلا ما حقيقة المسألة. أما في خانة المرسل للبريد الإلكتروني الثالث فكان اسمها هي؛ لأنها تعمل من منزلها أحيانا وترسل لنفسها رسائل لتبادل المعلومات بين الكمبيوتر في المعهد والكمبيوتر المحمول في منزلها، لكن هذه الرسالة فتحت في الوقت ذاته صفحة على الإنترنت. تطايرت دوائر بألوان فاقعة على الشاشة مثل البالونات، ثم ظهر شكل في الخلفية يحاول أن ينسل من بينها. كان الشخص يجري بشكل غير طبيعي في اتجاهات مربعة ويكبر حجمه تدريجيا إلى أن اقترب أخيرا من المقدمة، ووقف في منتصف الصورة المتحركة. كان مجرد تمثال بلا تفاصيل، يشبه نموذج إنسان ثلاثي الأبعاد، ذا تجويفات مكان العينين، وبروز في الأماكن التي عادة تتقوس فيها الجبهة، والأنف ، والأذنان. كان الجسد يحمل استدارات أنثوية واضحة، لكن بلا تفاصيل، كان بمثابة نموذج ينتظر نحاتا يضفي عليه نفحات الفردانية. وفجأة ملأ الوجه الشاشة بأكملها. في البداية فتحت عين واحدة، ثم تفرق الوجه إلى مربعات صغيرة تدور مثل كتل لعبة اللغز المصور للأطفال، ثم تختار لنفسها موضعا، حتى فهمت فاندا أخيرا. لقد كانت تنظر إلى وجهها هي ذاتها، إلا أن البشرة كانت بها لمعة معدنية. ظلت العين الثانية مخبأة تحت غطاء فضي. أطلقت فاندا ضحكة قصيرة، لكن حينما طار الغطاء من على العين استبد بها الذعر. كان تجويف العين أسفله فارغا. حدقت فاندا في الثغرة، فرأت كيف تتشقق البشرة عن وجهها وتنفجر، وكيف تتعرى العضلات، ثم الأعصاب، ثم الأوعية الدموية طبقة طبقة، ثم تسقط وكأنها تتحضر للتشريح، لكن كل ذلك تم في وقت قصير جدا. في النهاية نظرت إلى الجمجمة التي أخذت تدور مثل كرة تخرج من مرمى البصر بعيدا. تغير المشهد فجأة. في البداية لم تر سوى لون أخضر، تعرفت فاندا على أشجار وعيدان يظهر من بينها بعض براعم الزهور بما يشبه الحديقة، بعدها رأت الأحجار. أخذت اللقطة تكبر من تلقاء نفسها إلى أن اقترب تماما ذاك الحجر الأسود من الرخام المصقول، وتمكنت من قراءة الكلمات المحفورة عليه. فتحت فاندا عينيها جيدا. هذا أمر لا يصدق! أغلقت جفونها لوهلة، وبحذر بدأت تسترق النظر عبر رموشها. ظل النص كما هو:

د. فاندا فالس

1973-2006

ارقدي في سلام.

انتابتها موجة عارمة من الضحك الهستيري، لم تشأ أن تخلي سبيلها، ثم أخذت تسعل. كانت سنة ميلادها صحيحة. وفي رد فعل سريع ضغطت على زر الفأرة ومسحت الرسالة وقالت إنها خطأ، لكنها وجدتها ثانية في سلة المهملات الإلكترونية. أخذت الرسالة ثانية إلى الشاشة. كانت الحديقة غير حقيقية ورغم ذلك شعرت أنها حقيقية. من يمكن أن يفكر في أمر كهذا؟ رأت اسمها هي في سطر المرسل. لقد اخترق أحدهم حسابها الإلكتروني وأرسل الرسالة، أليس واردا أن تعلق الرسائل الغريبة بالبريد الإلكتروني العادي مثلها مثل فيروسات الكمبيوتر ؟ في محرك البحث جوجل بحثت عن «المقابر الافتراضية» ووجدت عدة صفحات إنترنت بالنهاية لم تفدها كثيرا. بالتأكيد هي مجرد صدفة، أو دعابة شريرة أرسلت آلاف المرات، طريقة غادرة لإرهاب البشر. لكن كيف وصل وجهها إلى هذا الرسم المتحرك؟ ربما استخدم أحدهم صورتها من على الصفحة الرئيسية لقسمها، وما معنى ذاك الرقم الغبي 2006؟ نقشت الأرقام على ورقة صغيرة بلا أية فكرة عما تفعل. كان خوفها ممتزجا بالغضب، نظرت إلى التقويم على الحائط. كان اليوم هو الثالث عشر من ديسمبر 2005. «هراء!» قالت ثم كورت الورقة في راحة يدها وألقت بها فورا في سلة المهملات ... الحقيقية، الموضوعة على يمين المكتب.

الفصل السادس والثلاثون

سهل التنظيف

انهمر المطر على المظلة التي قدمت فضعفت، في حين صعدت فاندا فوق درجات رفيعة وعبرت حارات وركضت في شوارع مظلمة. كانت متأخرة عن الموعد ولا تزال تبحث عن رقم المنزل. كان مسكن شتورم يقع عند سفح داميلزبيرج، قريبا من قصر لاندجراف، حي الأساتذة. كانت قد قفلت راجعة عدة مرات، ثم عادت أدراجها من جديد. وتساءلت هل هي أصلا في الشارع الصحيح؟ لقد اشتد المطر مكونا ستارا خفيفا يحجب أنوار مصابيح الشارع إلا قليلا، وحينما تمكن منها الإحساس بأنها ضلت طريقها كلية، وجدت نفسها فجأة أمام صندوق بريد أبيض فيما أضاء مصباح المنزل المجاور رقم 57. لقد وجدته فعلا. قادتها السلالم إلى بوابة حديقة صغيرة فوق مستوى الشارع، وبمجرد أن مرت أضاء نور مصباح كهربي، ثم ضغطت جرس الباب. فتحت لها سيدة مسنة نحيلة يؤطر شعر رمادي وجهها المتعب ذا العينين الزرقاوين اللتين لمعتا بمجرد أن قدمت فاندا نفسها. «ها أنت ذي.» رحبت بها بود وطلبت منها الدخول. «لقد افتقدك زوجي.» كانت تصلح أن تكون حماته. أخذت منها السيدة شتورم المظلة من يديها. تبعت فاندا السيدة وقطرات الماء التي انسالت بلا صوت من بين ثنيات قماش المظلة فوق الأرض الرخامية. وضعت حذاءها الذي أغرقه المطر إلى جوار أزواج الأحذية الأخرى المصطفة في الطرقة، وكانت أظافر أصابعها الكبرى تبتسم بخبث عبر جواربها القطنية المهترئة. «هل جلبت العفريت؟» سألتها زوجة الرئيس؛ إذ كان عدد من زملائها مدفوعين بحماسة عيد الميلاد قد تمنوا لعب تمبولا؛ لذا كان على كل واحد فيهم أن يجلب معه شكلا مخيفا، شيئا مرعبا أو غير ذي فائدة، ويريد أن يتخلص منه. لعبت السيدة شتورم دور الجنية الطيبة، ووضعت رقما على كل هدية لتجرى عليها القرعة فيما بعد. جرت فاندا إلى الدولاب ثانية ودست يدها في جيب سترتها، وناولتها عبوة صغيرة ملفوفة في ورق القصدير، وبالتالي كان من حقها سحب رقم حظ من صندوق اليانصيب. ضحكت المضيفة ضحكة غامضة. كانت تبدو أصغر حين تبتسم.

كان حفل عيد الميلاد على أشده. تدافع من غرفة صوت موسيقى مكتومة وأصوات متداخلة، وعبق الجو بروائح اللحم المقلي مع الخل. سال لعاب فاندا إذ لم تكن قد تناولت شيئا منذ الصباح. أتمنى ألا يزال بعض الطعام باقيا، فكرت فاندا بقلق، فقد كان على الرئيس أن يضيف أربعين زميلا، ومسألة بخله ليست خافية، بل إن الزملاء كانوا يتهامسون فيما بينهم أن دعوتهم إلى منزله هذا العام ما هي إلا خطة لتدعيم الميزانية، ولا شك أن فاتورة المشروبات التي أرغموه على دفعها العام الماضي هي الدافع لانسحابه هذا العام إلى المنزل، كما أنهم اعتبروا أكياس خلات الأسنان المتناثرة على كل طاولة بمثابة دعاية ضد حرقة المعدة؛ لأنها حملت شعار شركة دواء كبرى، ربما يكونون قد تجاوزوا ميزانيتها التي خصصتها لهم.

ناپیژندل شوی مخ