د لوتس اغېز: د نانو ذرات په هکله ناول چې په بیومیڈیکل ریسرچ کې کارول کیږي

نیرمین شرقاوی d. 1450 AH
55

د لوتس اغېز: د نانو ذرات په هکله ناول چې په بیومیڈیکل ریسرچ کې کارول کیږي

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

ژانرونه

الفصل الحادي والعشرون

أخبار من وراء البحار

صوت ضربة مكتومة أيقظ فاندا من نومها. كانت أبواب سيارة ما تغلق بالأسفل في الشارع مصدرة ضوضاء عالية، ثم انطلقت السيارة، بينما كانت إطاراتها تصدر صريرا حادا. كانت صورة من حلمها الذي يشع بياضا لا تزال تتلألأ أمام ناظريها. فكانت تتحسس ما حولها لأنها كانت غير قادرة على الرؤية، محاولة أن تتمسك بشيء ما، تناهى إلى مسامعها أصوات رجال آتية من بعيد، كما لو كانت آتية عبر جدار، وضحكات تتردد، وأكواب يرتطم بعضها ببعض. ثمة شخص يتحدث عنها، وفوق القبة الزجاجية، التي تحتجزها كحشرة، استقر بؤبؤ عين كهاوية بلا قرار. هنا بدأت الرحلة. أبواب معمل تفتح ثم تغلق، بينما تلجلجت أسفل منها النقالة ذات العجلات عبر الممرات. انزلقت فصارت تنجرف، ثم استقرت فوق ورقة بيضاء. «هذا هو تأثير اللوتس.» قالها صوت مقبض «لقد تشبعت بالكثير من الدخان.» تحركت السماء فجأة، ومالت الورقة وانثنت للأسفل، فلم تستطع التمسك بشيء. رأت قطرة الماء وهي تنزلق في اتجاهها كلؤلؤة تتألق، ثم انغمست فيها لتجرفها إلى غور غير ذي قاع.

كانت رياح الخريف تدوي بصوت منخفض ساحبة ستائر غرفة النوم عبر النافذة المفتوحة، فيصدر قماشها الناعم حفيفا وهي تصطفق بزجاج النافذة. انزلقت فاندا أكثر فأكثر تحت أغطية الفراش. ذكرت نفسها بأنها لا بد أن تكتب هذا الحلم وإلا فستنساه بحلول مساء اليوم، لكنها كانت مرتبكة للغاية، بحيث لم تستطع تحقيق رغبتها هذه بشكل فوري. فيما بعد، لم تعد تذكر سوى هذا اللون الأبيض الذي يغشي بصرها، وأنها كانت عارية.

لم تذهب فاندا هذا الصباح إلى المعهد مباشرة، فدراجة زابينة الجبلية كانت لا تزال تقبع بالقبو منذ وقت طويل للغاية. أرادت فاندا أخيرا أن تعيدها إليها، لكنها لم تستطع المرور بحرية؛ إذ سدت عربة نقل كبيرة المخرج من الباحة الذي كان يشبه سم الخياط، بحارته ذات الاتجاه الواحد، لكنه كان يربط بين الشارع الذي تتكاثف عليه حركة السيارات والجراج خلف المنزل. هنا أرادت سيارة بيضاء كابريو مكشوفة الخروج، فاقتربت بشدة وبشكل غير مأمون من سيارة النقل. الآن تواجهت السيارتان وجها لوجه مثل داود وجالوت. أطلقت قائدة السيارة المكشوفة نفير سيارتها، ولما لم يحدث شيء أعادت إطلاق النفير أعلى وأعلى، إلى أن قفزت بلا مبالغة سيدة بدينة قفزا من السيارة.

صرخت قائلة: «يا لها من وقاحة!»

فظهر شاب من وراء باب المقطورة المفتوح لسيارة النقل، حاملا صندوقا كرتونيا على كل كتف.

وقال لها: «لو أطبقت شفتيك وخرست، لذهبت من هنا في غضون خمس دقائق.» ثم اختفى خلف زاوية المنزل، فما كان من قائدة السيارة إلا أن ضيقت عينيها متوعدة، ثم حركت رأسها في حركة دائرية، كما لو كانت تبحث لها عن نقطة ارتكاز جديدة. هنا لاحظت فاندا الفجوة الضيقة ما بين سيارة النقل والسور المتداعي، الذي من المفترض أن يحمي قائدي السيارات المتهورين من الانزلاق عبر مدخل الفناء إلى القناة المجاورة له. استجمعت فاندا قواها ورفعت الدراجة من فوق السياج، فتأرجحت ذراعاها الممطوطتان لرفع مركبة زابينة الثمينة قاذفة إياها من فوق المياه، في حين حاولت فاندا أن تجد لنفسها مخرجا من بين الحديد الصدئ وبين الشاحنة، بينما شرعت بطتان في الأسفل في تأمل المناورة الخطرة بارتياب، وفي الوقت المناسب تماما لاحظت الرجل الجالس على الممشى والذي يضع أمامه قلنسوته في انتظار تلقي المساعدات، لكن القلنسوة كانت فارغة. نظر إليها فاغرا فاه. وبحيوية بالغة مررت الدراجة من فوقه. تبعت نظرته المنزعجة الإطارات الحاوية للأسلاك المعدنية التي تطير من فوق رأسه لتهبط أمامه مباشرة.

مدت فاندا رأسها: «أرجو المعذرة.» غمغمت مضطربة، ثم جلست على كرسي الدراجة، وانسلت لتختفي في ثنايا حركة مرور الصباح.

كانت زابينة تسكن في شقة صغيرة بفايدنهاوزن، وهو حي تاريخي محبوب للطلاب، به تألق فني يدغدغ المشاعر، وليس ببعيد عن المنطقة التي تنبسط فيها المروج على ضفتي نهر اللان، ولا من قلب المدينة. دقت فاندا جرس الباب. ظل كل شيء على هدوئه. كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة بقليل. لم تظن فاندا أن زابينة قد تغادر منزلها في مثل هذه الساعة المبكرة. وجال بخاطرها: «لو لم يكن علي أن أعمل، لكنت ظللت مستلقية في فراشي، لأنال كفايتي من النوم، ثم أفطر على مهل، ولربما عدت بعد الفطور إلى الفراش ثانية لأوفر نفقات تدفئة المنزل.» ماذا عساها تفعل الآن؟ لا يمكن أن تترك الدراجة الغالية في الخارج. كانت تعرف المكان الذي تخبئ فيه زابينة مفتاح الشقة، فسحبت بحذر لبنة الطوب من الحائط المجاور للسلم، فوجدت هناك الكيس القماشي والمفتاح بداخله.

ناپیژندل شوی مخ