106

د لوتس اغېز: د نانو ذرات په هکله ناول چې په بیومیڈیکل ریسرچ کې کارول کیږي

تأثير اللوتس: رواية عن جزيئات النانو في أبحاث الطب الحيوي

ژانرونه

اتصل بها الدكتور كانتيرات - الزميل العالم المختص بعلم الفيروسات - قبل عيد الميلاد بمدة قصيرة، واعتذر لأنه لم يتمكن من إجراء التحاليل من أجلها، لكنه وعدها في نهاية الأمر بعد أن تلعثم قليلا أمام إلحاحها في الطلب، أن يعاود الاتصال بها في العام الجديد.

ما الذي أغراها بالمضي قدما في هذه المسألة؟ بدلا من التجول في المدينة لتسأل في محال الأنتيكات على كيفية فتح الأقفال القديمة دون إتلاف قطعة الأثاث، كان يمكنها أن تجمع الأرقام، وترسم أشكالا بيانية وتعد للخطوات القادمة. أو حتى ترتب خططها الشخصية الخاصة. في هذه الأثناء صارت مقتنعة أن عليها أن تجري فحصا شاملا، وكانت تريد أولا أن تعرف ماذا أصاب جونتر هيلبيرج وتتمنى أن تستفيد من هذه المعرفة في تشخيص حالتها؛ إذ لم يكن بها أي رغبة في بدء فحوصات طويلة الأمد لا تعرف عما تبحث تحديدا، فتفضي بها كالعادة لا إلى معرفة الجديد وإنما إلى مزيد من تحطيم الأعصاب. لقد كانت تحتاج نتائج تحليل أنسجة مخ جونتر هيلبيرج ليكون دليلا تسير على هديه الفحوصات الطبية الخاصة بها.

رغم أن تقرير الأرصاد قد أعلن عن ذلك، فإن ذوبان الجليد جاء أسرع من المتوقع. لقد تغير اتجاه الريح في ليلة الحادي والثلاثين من ديسمبر، وفي اليوم التالي صارت الشوارع مبتلة بماء الجليد الذائب، وأخذ الماء يقطر من الأسقف ومن الأشجار. خلت الجراجات المنتشرة على ضفة نهر اللان من السيارات، في حين أغرقت المياه الجسور وبعض مسارات الدراجات. لكن تغير الجو لم يغير شيئا من التوتر المبتهج الذي كانت تشعر به فاندا كلما فكرت في ليلة رأس السنة، ورغم ذلك لم تكن تملك ملابس مناسبة ترتديها في حفل توماس. ليس في مقدورها أن تصرف الكثير على مظهرها، فجزء من تكاليف الانتقال وتأثيث الشقة لم تكن قد سددته بعد، كما أن جهاز التليفزيون الفاخر - الذي أقنعها بشرائه بائع جذاب في متجر كاوفبارك - كلفها مبلغا كبيرا، وبالنظر لمتوسط استهلاكها السنوي القليل فلا ضير من اعتبارها واحدة من الطبقة الوسطى بجدارة. صحيح أنها تجني الآن أموالا أكثر من تلك التي كانت تكسبها في أمريكا عقب حصولها على الدكتوراه، لكن لا يزال راتبها أقل من زملائها الأمريكيين. لكني أحب عملي، هذا ما داومت على قوله لنفسها كلما راجعت كشف حسابها البنكي. سيكفي ما سحبته منه لشراء بنطال جينز جديد وبلوزة أنيقة.

وفي ليلة رأس السنة، استقلت سيارة أجرة متوجهة إلى شقة توماس التي تقع بالقرب من فيلا شتورم، في الطابق الثاني من عمارة حديثة. «هل بكرت في الحضور؟» تعجبت فاندا أن الوضع عنده لا يزال هادئا.

كان توماس يرتدي مريلة مطبخ سوداء، عليها رسوم طباشيرية لرجال صغار الحجم يرقصون. ورغم أنها لم تكن تفهم في الفن كثيرا، فإنها تعرفت على أسلوب كيث هارينج الذي لا تخطئه العين. شابت ابتسامة الزميل بعض التوتر وهو يساعدها على خلع معطفها، ثم اختفى عبر باب ربما يؤدي إلى المطبخ. سمعت همسا وهمهمة، فأخذت تتفحص مرآة الحائط المعلقة عاليا في الغرفة. كانت البلوزة الملتصقة بجسدها التي يطرز حافتها الخرز اللامع وتحلي الدانتيلا أكمامها، تبدو مثالية تماما عليها، ورغم ذلك شعرت أنها عارية؛ فهي ليست معتادة أن تظهر بهذا الشكل. على الأقل كانت راضية عن مظهرها من رأسها حتى الرقبة. شعرها الذي لم تقصه إلا بالأمس أضفى رقة على مظهرها، وتلألأت عيناها الداكنتان ببريق. ورغم أنها كانت متعرقة من إبطيها، فإن يديها كانتا متجمدتين، وحين دخلت إلى المطبخ كان توماس يشوح اللحم في الطاسة ويسقيه بالنبيذ، فيما اشتعلت شمعة على طاولة عالية تشبه طاولات الحانات الصغيرة. بدت الطاولة معدة لاثنين.

قال توماس وهو يناولها كأسا من النبيذ الأحمر: «بل أتيت في الوقت المناسب تماما. اجلسي.» ثم أضاف ووجهه متوهج: «هيا تذوقيه.» ثم عاد للوقوف أمام الموقد، في حين جلست فاندا على أحد الكراسي العالية. «نحن الاثنان فقط؟» ورشفت رشفة، كان النبيذ الأحمر ناعما وجافا، يلائم ذوقها تماما.

فقال توماس: «فقط انتظري لتري، لن تريدي أن تتقاسمي هذا مع أي أحد.» ثم غمز بعينه. ما الذي يدفع الرجال لإثارة كل هذه الزوابع حين يطهون؟ هل أخطأت في فهمه؟ لا يهم، فلن يشهد عليهما أحد. لاحظت كيف أن توتر الساعات الأخيرة يغادرها. بعد البابايا بلحم الخنزير، جاء الدور على شرائح الديك الرومي، مع صلصة لذيذة بجوز الهند، مع الفطر الذي قدمه مع الأرز البسمتي. كيف عرف توماس مأكولاتها المفضلة؟ بينما في الخلفية غنى صوت برازيلي على نغمات موسيقى الجاز. ترنحت فاندا واستمتعت بالدغدغة التي تنشرها نظراته العميقة في جسدها. كان توماس يتحدث عن الفن والموسيقى، لكنها لم تكن مصغية إليه تمام الإصغاء، وإنما تكتفي بالابتسام حتى يواصل الحديث. كان من الرائع ألا تضطر إلى التفكير في تعليقات تتصنع بها الذكاء كي تبقيه على حالته المزاجية تلك. كان صوته الأجش يمس عنقها، فيما لف جسدها دفء لطيف، فبدأت تتراقص وتتمايل بنعومة على أنغام الموسيقى دون أن يبدو عليها. «هل تفضلين الحلوى الآن مباشرة، أم تشربين قهوة إسبريسو أولا؟»

أطلقت فاندا تنهيدة مستمتعة، وقررت أن تأخذ القهوة. نهض وتوجه نحو منطقة العمل بالمطبخ. كان قميصه الواسع يتهدل بحرية فوق بنطاله الجينز. إنه أيضا مغرور. ماذا كنت تنتظرين؟

قالت فاندا متفاخرة: «بالمناسبة لقد نجحت في تشغيل جهاز التليفزيون الخاص بي بمفردي تماما.»

فسمعته يقول: «يا للخسارة! إذن تقللين حججي لزيارتك.» «صحيح أني أمتلك جهازا عالي التقنية، لكني لم أتمكن إلا من تشغيل التليفزيون. لم أتمكن من تشغيل الدي في دي ولا عمل أي تسجيلات.» «هذا مؤسف.»

ناپیژندل شوی مخ