الفصل الأول: في التعريف بالإمامَين الصنعاني والشوكاني وكتابيهما "تطهير الاعتقاد" و"شرح الصدور" من كلام شيخنا الشيخ عبد الرزاق عفيفي ﵀، نقلا من تقديمه للجامع الفريد طبعة الجميح.
أوَّلًا: الإمام الصنعاني:
"هو العالم الفاضل محدِّث وقته وفقيه زمانه الشيخ محمد بن إسماعيل بن صلاح الأمير الكحلاني ثم الصنعاني، وُلد بكحلان عام (١٠٩٩هـ)، وحُبِّبت إليه الرحلة في طلب العلم، وانتقل إلى صنعاء وأخذ عن علمائها، ثم رحل إلى الحجاز وأخذ عن كبار علماء مكة والمدينة، ثم عاد إلى صنعاء لنشر العلم، وإحياء السنة والقضاء على البدعة، فجلس للتدريس وبذل فيه جهده، حتى اشتهر أمرُه وعلا قدرُه وارتفع سهمه، وصار مرجعًا لأهل العلم ببلاده، ونهض بالدعوة إلى الإصلاح، فأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وصدع بالحقِّ وشدَّد في النكير على المبتدعة والمنحرفين، لا يُبالي بما يُصيبه من أذاهم، ولا يخشى في الله لومة لائم، فكفاه الله غائلتَهم، واجتمع حوله خلق كثير، وكان له من الأثر المحمود ما نرجو أن يجزيه الله به خير الجزاء.
وإلى جانب ما قام به بعد التدريس والوعظ والإصلاح، ألَّف كتبًا ورسائل كثيرة، منها: "سبل السلام شرح بلوغ المرام"، و"العدة"، وهي تعليقات حشَّى بها الإحكام لابن دقيق العيد على "عمدة الأحكام"، و"قصب السكر نظم نخبة الفكر" لابن حجر، وشرحه بكتاب سمَّاه "إسبال المطر"، و"إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد"،
1 / 11