192

تثبیت دلائل النبوه

تثبيت دلائل النبو

خپرندوی

دار المصطفى-شبرا

د ایډیشن شمېره

-

د خپرونکي ځای

القاهرة

من مكارهه واضراره، وهذا ايضا ضرب من الاكراه. ثم يقال لهم: هذه المنانية قد غلبت على المشرق، وليس معهم سيف ولا مال، ويدّعون ان دينهم اضيق الاديان وأصعبها، وأنهم لا يأكلون اللحوم ولا يؤذون شيئا من الحيوان، ولا يأكلون إلا ما انبتته الارض. وعبادتهم من الصوم والصلاة كثيرة عظيمة، ولا يدخرون الأموال، ويدّعون ان المعجزات اضطرتهم الى هذا الدين، وهم يدّعون ان المستبصرين من رهبانكم ورؤوسائكم منهم، ويدعون هرابذة المجوس «١» . قالوا: ولكن ليس لنا عند المسلمين ذمة كما لليهود والنصارى والمجوس، ومتى أظهرنا لهؤلاء ديننا قتلونا، قالوا: وكذا يصنع بنا ملوك الروم. ويذكرون من آيات ماني ومعجزاته انه كان نورا خالصا كله وأنه لم يكن له في الشمس ظل، وأن الملائكة كانت تأتيه وتحتمله حتى تصعد به الى الشمس فيصير فيها، وأصحابه يشاهدونه، وأنهم نقلوا ذلك الجمهور عن الجمهور، والجماعات عن الجماعات، ويدّعون لأتباعه المعجزات، ويدّعون مع ذلك انهم اصحاب المسيح وعلى دين المسيح، وأن الانجيل الذي معهم هو الحق دون ما معكم، فينبغي ان يكونوا على قياسكم محقين، وأن ذلك انما تم لهم بايات ومعجزات كما ادّعيتم ذلك، ولهم كتب مدونة في آياته ومعجزاته، ولعلها/ اكثر من السليحين الذي لكم، ومن الآيات التي تضيفونها الى جميع من دعا الى النصرانية، مذ كانت النصرانية. وهذه الهند، وهي امم عظيمة لعلها تزيد على امم النصارى «٢»، ولهم

(١) كتب المعلق على هامش الكتاب: هرابذة المجوس. (٢) في الاصل: للنصارى

1 / 184