تثبیت دلائل النبوه
تثبيت دلائل النبو
خپرندوی
دار المصطفى-شبرا
د ایډیشن شمېره
-
د خپرونکي ځای
القاهرة
وجواب آخر، وهو ان كل من سمع اخبار النبي ﵇ فمن صدقه او كذبه يعلم باضطرار انه كان يدعي النبوة، ويدّعي ان معه آيات ودلالات ومعجزات. فان قالت النصارى: نحن اولنا المسيح وهو سلفنا، وأنتم تقرون ان معه آيات ومعجزات، فكيف قلتم ان اولنا مثل آخرنا؟
قيل لهم: ومن سلم لكم ان المسيح ﵇ سلفكم، ونحن فقد دفعناكم عن هذا، وبيّنا انكم قد خالفتم المسيح ﵇ في أصوله وفروعه، ونقضتم عهوده، وعطلتم وصاياه بيانا لا يمكنكم دفعه، ونحن فما علمنا ان المسيح نبيّ وانه قد كان معه آيات ومعجزات بقولكم، ولا بنقلكم، ولا بدعواكم، وانما علمنا ذلك بقول نبينا صلى الله عليه، ولكن ادعيتم ان هذه الأمم ما اجابت الى النصرانية إلا بالآيات والمعجزات التي ظهرت على بولص وجورجس وأبا مرقس وأمثالهم، ودونتم ذلك في كتبكم كما دونته المنانية والمجوس وغيرهم، وادّعيتم ذلك في كل زمان، والناس معكم ويشاهدونكم فلا يرون لذلك اصلا ولا اثرا، ولا يرون إلا السيف والقهر والعسف وان اول هذا الامر ما كان إلا بالسيف والقهر كما قد بيّنا، وهو قائم باق ما زال ولا حال بل زاد، ونحن فقد وجدناكم نزلتم على اهل المصيّصة، وعين ذربة، وجزيرة اقريطش، وجزيرة قبرس «١»، وجزيرة أرواد، والثغور
(١) في الاصل: قفرس، اما عين ذربه فقد اثبتها ياقوت بالالف المقصورة ذربى وقال: بلد بالثغر من نواحي المصصية، والمصصية وطرسوس من ثغور الشام بين انطاكية وبلاد الروم. اما أقريطش (كريت) فهي جزيرة بالبحر المتوسط، اول من غزاها من المسلمين معاوية ثم فتح قسما منها الوليد بن عبد الملك وتم فتحها بأمر المأمون الخليفة العباسي. وارواد جزيرة صغيرة في البحر المتوسط مقابل طرطوس من سوريا. وسميطاط او سميساط مدينة على شاطىء الفرات في طرف بلاد الروم على غربي الفرات. وحصن منصور من اعمال ديار مضر غربي الفرات قرب سميساط. وسيمون او سيمان نهر كبير بالثغر من نواحي المصصية قرب انطاكية.
1 / 182