تسلیه مجالس
تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1
ژانرونه
استبرق، وأمره أن يخرج متوجا؛ لونه كالثلج (1)، ووجهه كالقمر، يرى الناظر وجهه في صفاء وجهه (2)، فانطلق فجلس على السرير، ودانت له الملوك، فعدل بين الناس فأحبه الرجال والنساء، وقال الناس: ما سمعنا ولا رأينا بملك أعطاه الله ما أعطى هذا الملك حكما وعلما. (3)
ثم قال يوسف للملك: ما ترى فيما خولني ربي من ملك مصر وأهلها أشر علي برأيك فإني لم اصلحهم لافسدهم، ولم انجهم من البلاء لأكون بلاء عليهم، ولكن الله تعالى أنجاهم على يدي.
قال له الملك: الرأي رأيك.
قال يوسف: إني اشهد الله واشهدك أيها الملك أني قد أعتقت أهل مصر كلهم، ورددت عليهم أموالهم وعبيدهم، ورددت عليك أيها الملك خاتمك وسريرك وتاجك على أن لا تسير وأن لا تستولي ولا تحكم إلا بحكمي.
قال له الملك: إن ذلك زيني وفخري أن لا أسير إلا بسيرتك، ولا أحكم إلا بحكمك، ولولاك لما قويت عليه، ولقد جعلت سلطاني عزيزا ما يرام، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، فأقم على ما وليتك إنك لدينا مكين أمين (4)، وكان يوسف لا يمتلئ شبعا من الطعام في الأيام المجدبة؛ فقيل له:
أتجوع وفي يدك خزائن الأرض؟
مخ ۹۹