236

تسلیه اهل المصایب

تسلية أهل المصائب

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

ادب
تصوف
قليلًا منعت طويلًا، وما حصلت للعبد فيها سرورًا إلا خبأت له أضعاف ذلك شرورًا.
قال ابن مسعود: لكل فرحة ترحة وما ملىء بيت فر حًا إلا ملىء ترحًا.
قال ابن سيرين: ما من ضحك إلا يكون بعده بكاء.
وقالت هند بنت النعمان: لقد رأيتنا، ونحن من أعز الناس، وأشدهم ملكًا، ثم لم تغب الشمس، حتى رأيتنا ونحن أذل الناس، وإنه حق على الله ﷿، أن لا يملأ دارًا حبرة، إلا ملأه عبرة.
وسألها رجل أن تحدثه عن أمرها، فقالت أصبحنا ذات صباح، وما في العرب أحد إلا يرجونا، ثم أمسينا، وما في العرب أحد إلا يرحمنا.
وبكت أختها حرقة بنت النعمان يومًا وهي في عزها، فقيل لها: ما يبكيك؟ فذكر أنها قالت: رأيت كثرة أهلي وسرورهم، وقلما املأت دار سرورًا إلا املأت حزنًا.
قال إسحاق بن طلحة: دخلت عليها يومًا فقلت لها: كيف رأيت عبرات الملوك؟ فقالت: ما نحن فيه اليوم خير مما كنا فيه بالأمس، إنا نجد في الكتب: أنه ليس من أهل بيت يعيشون في حبرة إلا سيعقبون بعدها عبرة، وإن الدهر لم يظهر لقوم بيوم يحبونه إلا بطن لهم بيوم يكرهونه، ثم قالت:
فبينا نسوس الناس، والمر أمرنا ...
... إذ نحن فيهم سوقة نتنصف
فأف لدنيا، لا يدوم نعيمها ... تقلب تارات بنا أو تصرف
«وفي الحديث مرفوعًا: ما مثلي ومثل الدنيا، إلا كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار، ثم راح وتركها» .
رواه ابن أبي الدنيا
وروى أيضًا: قال عيسى ﵇: ويل لصاحب الدنيا، كيف يموت ويتركها؟ يأمنها وتغره، ويثق بها وتخذله، ويل للمغترين، كيف أرقهم ما يكرهون، وفارقهم ما يحبون، وجاءهم ما يوعدون، ويل لمن الدنيا همته، والخطايه عمله، كيف يفتضح غدا بذنبه؟ !
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده، عن وهب بن منبه، قال عيسى ﵇: بحق أقول لكم، كما ينظر المريض إلى طيب الطعام ولا يلتذ من شدة الوجع، كذلك

1 / 244