غدا" ١ هذا لفظ مسلم ولفظ البخاري: "من حدثكم أن محمدا يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا" ٢. ومرادها ﵂ نفي ذلك عنه ﷺ في حال ٣ حياته.
وروى الإمام أحمد عن ابن مسعود ﵁ قال: "أوتي نبيكم مفاتيح كل شيء غير خمس ثم قرأ " إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث﴾ . الآية ٤.
وفيما ذكرنا من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة كفاية في بيان بطلان دعاوى هذا البغدادي ومن نقل عنه كالمدابغي والقاري وغيرهما كمحرف قوله ﷺ:
"ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" ٥.
وأورد المعترض حديث المنام وقوله ﷺ: "رأيت ربي في أحسن صورة،
فقال يا محمد فيم يختصم الملأ ٦ الأعلى إلى -أن قال- فتجلى لي كل شيء وعرفت -وفي رواية- فعلمت ما في السماء والأرض -وفي رواية- فعلمت ما بين المشرق والمغرب" ٧.
وليس في ذلك ما يدل على أنه ﷺ علم على ما جرى به القلم في اللوح المحفوظ، ولا أنه علم مفاتيح الغيب. قال غير واحد ممن شرح الحديث: يحمل ذلك على أن الله سبحانه كشف له عن الأعيان الموجودة إذ ذاك. وهذا
_________
١ أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب معنى قول الله ﷿: "ولقد رآه نزلة أخرى" حديث رقم ٤٣٨ وفيه: "قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله " بدل "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ".
٢ أخرجه البخاري، كتاب التفسير، سورة النجم، باب ١ حديث رقم ٤٨٥٥.
٣ سقطت "حال " من "أ".
٤ أخرجه الإمام أحمد في المسند "١ / ٥٥٧".
٥ تقدم تخريجه ص ٣٤.
٦ سقطت "الملأ " من "ب ".
٧ أخرجه الإمام أحمد في المسند "١ / ٤٦٠" والترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب "ومن سورة ص" حديث رقم ٣٢٣٢.
1 / 39