فهو كافر، فإذا ضم إلى ذلك دعوى أنه يحصل له من القدرة ما يتصرف به في ١ العالم السفلي ازداد كفرا.
ثم قال المعترض: ويحتمل أن هذه الخمس لم تكتب في اللوح المحفوظ وأنها في غامض علم الله وما استأثر الله به، وقد قال قبل ذلك وهذه الفواتح لا يلزم أنها في اللوح المحفوظ بل هي في أم الكتاب وهي غير اللوح. وهنا قال إنها في غامض علم الله، وكذب نفسه بذكره بعد ذلك الأثر المروي أن الملك الموكل بالرحم يقول أي رب مخلقة وغير مخلقة -إلى أن قال- فيقال اذهب إلى الكتاب فإنك ستجد فيه قصة هذه النطفة.
فانظر إلى تناقص هذا، تارة يقول إن الناظم أراد بقوله اللوح والقلم ألواح الناس وأقلامهم، وتارة يعترف بأن الناظم أراد اللوح والقلم الذي جرى بالمقادير ٢، ولكن هذه الخمس لم تكتب فيه، بل ٣ هي في غامض علم الله، وتارة يقول هي في أم الكتاب يعني الخمس ٤ وهي غير اللوح المحفوظ ويجزم بذلك، وتارة يقول في أثناء كلامه وهذا بناء على أن الله يطلع نبينا وغيره على الخمس، ويحتج على ذلك بما نقله عن المدابغي والقاري والشيخ الضال الذي يدعي أن الإنسان قد يطلع على اللوح المحفوظ ويعلم الغيب ويتصرف في العالم السفلي.
وقوله إنها في غامض علم الله يعني الخمس وأنها لم تكتب في اللوح المحفوظ.
يكذب هذا القول نصوص الكتاب والسنة، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ﴾
_________
(١) في "ب" "في أجسام العالم".
(٢) في "ط" "به المقادير".
﴿٣﴾ في "أ" "لم تكتب فيه وتارة يقول هي في غامض".
﴿٤﴾ سقطت من "أ" "يعني الخمس".
1 / 36