تشريف الأيام والعصور بسيرة السلطان الملك المنصور
تشريف الأيام والعصور بسيرة السلطان ال¶ ملك المنصور
ژانرونه
سنة خمس وثمانين وستمائة
ذکر توجه الأمير حسام الدين نطای كفيل السلطنة الشريفة إلى الكرك وتسليمه وحضور من كان فيه
لما كان في أواخر سنة أربع وثمانين وستمائة أهم مولانا السلطان - نصره الله - بتجريد الساكر إلى جهة الكرك ؛ لأمور جرت من الذين بها، كما راحت زادت، وکلا مالت إليها المواطن الشريفة السلطانية مادت و تمادت، واتسع خرق تلافيها على الواقع، ولم يصلحهم إلا عذاب الاقتصاص الواقع. واعتقدوا أنهم ينقصهم من يغريهم ويرسم، ومن يضربهم فيضرم. فما ازدادوا بالعفو إلا إنما، ولا كسبوا إلا محرما فرما، حتى طال أمد العفو، ولم يفد في ممزق حفاظهم الرفو، و بقوا كلا لاتمت لهم الرحمة قوا، وكلما ذكروا سوا، وكما أنهوا طيعوا، وكلما نحوا خدعوا. ثم إنهم كاشفوا بالمباينة، وعدلوا عن المداهنة، ولم تفد فيهم الرسائل ولا الوسائل، ولا صاروا يقبلون نصح ناصح ولا قول قائل. فعند ذلك رسم مولانا السلطان الأمير حسام الدين طنطای كفيل السلطنة الشريفة بالتوجه و محبته العساكر المنصورة. فتوجه في يوم الخميس ثاني المحرم من سنة خمس وثمانين وستمائة. وسار على اسم الله يحث الركاب، على جواد غير كاب وسارت الماكر يتبع أولها الآخر، فما أحس الكركيون إلا والمساكر قد دكته حوافرها تلك الجبال الك ونفذت في مضايق لا يقدر على النفاذ بها مفوق السهم، وطافت بها من كل مكان، وأحدقوا بها كما بالمين تحدق الأجفان. وللوقت سير الأمير حسام الدين إليهم بالعفو الشريف السلطاني، وانه سامح كرة وكرة، وأهم ما أبقوا ممكنا في إعادة ما بدءوا به من الطغيان أول مرة، وأنهم ما بقی عذرم بنجع، ولاتنصلهم بسمع، وما ثم إلا التسليم لمن تسليم هذا الحصن إليه ينقع، وعنه يدفع، فقد طال الأمر في غير شيء إليه يرجع، وما بقي هذا المزيق زقع. وصمم الأمير حسام الدين أعظم التصميم ، وخانهم في الوقت والساعة الصديق الميم، وما بقي لهم ما يمسك الرمق، ولا ما بلحظه من الإلة والذمة من لهم رمق. فأجابوا واشترطوا، وندموا على ما فرطوا.
مخ ۱۲۳