ومن التحريف الذي نفَع ونجّى من الهلاك قولُ أبي نُواس وقد استطرد يهجو خالصة حظية الرشيد، فإنه قال:
لقد ضاعَ شِعْري على بابِكُمْ ... كما ضاعَ حَلْيٌ على خالِصَهْ
فيقال إنهالمّا بلغها ذلك غضبتْ وشكته الى الرشيد، فأمر بإحضاره، وقال له: يا ابن الزانية تعرِّض بحظيتي، فقال: وما هو يا أمير المؤمنين، قال: قولك: لقد ضاع شعري ... البيت، فاستدرك الفارطُ أبو نواس وقال: يا أمير المؤمنين لم أقلْ هذا وإنما قلت:
لقد ضاءَ شِعري على بابِكُمْ ... كما ضاءَ حَليٌ على خالصَه
فسكن غضب الرشيد ووصله، ويقال: إن هذه الواقعة ذكرت بحضرة القاضي الفاضل، رحمه الله تعالى، فقال: بيتٌ قُلِعَتْ عيناه فأبصرَ.
ومنه ما حكاه الرواة من أنه لما غرِقَ شبيبٌ الخارجيّ في نهر دجلة، أُحضِر الى عبد الملك بن مروان بعد غرَقِه عتبانُ بن وُصَيْلة، وقيل أُصيلة، الحروري، وكان من شُراة الجزيرة، فقال له عبد الملك: ألستَ القائل:
فإنْ كان منكُم كان مَروانُ وابنُهُ ... فمنّا أميرُ المؤمنين شَبيبُ
فقال: يا أمير المؤمنين لم أقلْ هكذا، وإنما قلت:
1 / 57