فقلتُ: وعمّ تسألُ كلَّ غادٍ يمر على الدوامِ؟ فقال: عيسى، عن شيء فقلتُ: وأي عيش في البوادي يلَذّ لذي الغرام؟ فقال: عيسى، عيشي فقلت: ولمْ عصيْتَ نُصحَ حُبٍّ دعاك الى المقامِ؟ فقال: عيسى، غشني فقلت: لقد سلبتَ القلبَ منّي بلحظِك والقوام، فقال: عيسى، عبثتَ بي فقلتُ: عساكَ تسمحُ لي بوصلٍ أيا بَدرَ التّمام، فقال: عيسى، عنّيتَني فقلتُ: وما الذي يدعوكَ حتى تَجافى بالكلام، فقال: عيسى، غَبَنْتَني فقلتُ له: صدَقْتَ وكلّ شيء تقولُ على النِّظام، فقال: عيسى، عُنيتَ بي فقلت: بمَن أعيش وأنت سُؤْلي وتبخل بالمرام، فقال: عيسى، عِشْ لي وأنشدني من لفظه لنفسه الإمام الفاضل عز الدين أبو الحسن علي ابن الشيخ بهاء الدين الحسين الموصلي الحنبلي زيادةً على ذلك: أتى عيسى وناداني: تُرى مَن تُحب من الأنام؟ فقلت: عيسى، عَنَيتَني فقال: نعم رأيتُ إليك قلبي يحنّ من الهيام فقلت: عيسى، عَيْنُ بَثيّ فقال: وما حَلالي قط شيءٌ سِوى هذا المقام فقلت: عيسى، غيّبتَني فقال: ونيّتي واللهِ وصلٌ به يُمْحى الملامُ فقلت: عيسى، عينُ نيّتي فقال: عليك لي عتبٌ إذا ما تطارَحْنا الغرامَ فقلت: عيسى، عَتبْتَني فقال: بشرطِ أنْ أشدو بلَحْنٍ على شُرب المدامِ فقلت: عيسى، غنّ شيء فقال: أما شدوتُ بطيبِ نغم يحنّ له الحَمام؟ فقلت: عيسى، غنّيتَني فقال: وقد أتَتْ ليلى: سلامٌ، وأسرع في القيام فقلت: عيسى، عنّ بَيني فقال: وما حَداك على فراقي بلا رَدِّ السلام؟ فقلت: عيسى، عيّبتَني فقال: انظر وقد حنقتْ عليه وتعبس في الكلام فقلت: عيسى، عبّسي فقال: حملتَ عِبءَ العشقِ منها وصبرك في انهزامِ فقلت: عيسى، عبءٌ سيئ فقال: وما ترى فعل اللواتي رَعَيْن لك الزمام؟ فقلت: عيسى، غيّبْنَني قال: فقال لي بعض الناس: ألا إنك جعلت عوض فقلت: فقال، وعوض فقال: فقلت. قال: فغيرتها الى الصورة التي قالها، وقلت: أتى عيسى فقلت له: الى من تميل من الأنام؟ فقال: عيسى، عَنَيْتَني فقلت: نعم رأيت إليك قلبي يحن من الهيامِ، فقال عيسى، عيْن بَثّي فقلت: وما حَلالي قط شيء سوى هذا المقامِ فقال: عيسى، غيّبْتَني فقلت: ونيّتي يا بدر وصلٌ به يشفى الأُوامُ فقال: عيسى، عينُ نيتي فقلت: عليك لي عتب إذا ما تطارحنا الغرام فقال: عيسى، عتَبْتَني فقلت: بشرط أن أشدو بلحن على شرب المدام فقال: عيسى، غنّ شيء
1 / 32