تشبیهات
التشبيهات لابن أبي عون
لم تجدْ حيلةً لنا إذْ وترنا ... كَ فجازيتنا بشربِ دنانكْ
أضرمتنا مذاقةٌ منه تحكي ... ضجرةً تعتريكَ من ضيفانكْ
قد وددناهُ فادخرهُ لسكبا ... جكَ والنائباتِ من أزمانكِ
واتخذهُ على خوانكَ أدماُ ... فهو أولى بالخلِ من ندمانكْ
وقال النظام
يا مشرقًا ملأ العيو ... نَ فلحظها ما يستقلُّ
أوفى على شمسِ الضحى ... حتى كأنَّ الشمسَ ظلُّ
وقال ابن الرومي
النارُ في خديهِ يتقدُ ... والماءُ في خديهِ يطردُ
ضدانِ قد جمعا كأنهما ... دمعي يسحُّ ولوعتي تقدُ
وله يهجو صاعدًا
وجدناكم أرضًا كثيرًا بذورها ... عزازًا سواقيها قليلًا ربوعها
بسقتمْ بسوقَ النخلِ ظلمًا فأبشروا ... ستسمو بكم عما قليلٍ جذوعها
وقال بشار أخطأ المجنون في قوله
ألا إنما ليلى عصا خيزرانةٍ ... إذا لمسوها بالأكفِ تلينُ
وقال لو زعم أنها عصا زبدٍ أو عصا مخٍ لكانَ ذلك خطأ أن جعلها عصًا فهلا كما قلتُ
وحوراء المدامعِ من معدٍّ ... كأنَّ حديثها ثمرُ الجنانِ
إذا قامتْ لسبحتها تثنتْ ... كأنَّ عظامها من خيزرانِ
وقال آخر
كأنما الخيلانُ في وجههِ ... كواكبٌ أحدقنَ بالبدرِ
وقال ابن الرومي يستبطئ أبا الصقر
مديحي عصا موسى وذاك لأنني ... ضربتُ به بحرَ الندى فتضحضحا
فيا ليتَ شعري إنْ ضربتُ به الصفا ... أيبعثُ لي منه جداولَ مسحا
فتلكَ التي أبدتْ ترى البحرَ يابسًا ... وشقتْ عيونا في الحجارةِ سفحا
سأمدحُ بعض الباحثينَ لعلهُ ... وإنْ أطردَ المقياسُ أن يتسمحا
وأنشد الجاحظ
حديثُ بني زطٍ إذا ما لقيتهمْ ... كنزوِ الدبَى في العرفجِ المتقاربِ
وقال آخر
كأنَّ بني رالانَ إذْ جاء جمعهْ ... فراريجُ يلقَى بينهنَّ سويقُ
وقال آخر
جاريةٌ في جلدها سمكه ... كأنها لابسةٌ جلدَ حوتْ
تحسبها للضعفِ من صوتها ... ذبابةً في قبضةِ العنكبوتْ
وقال ابن الرومي
وتغنى كأنَّ صوتك في أن ... فكَ صوتُ الزنبورِ في جوفِ كورِ
وقال آخر
تمكنتِ من قلبي فأزمعتِ قتلهُ ... إلى غيرِ جدٍّ منكِ والنفسُ تذهبُ
كعصفورةٍ في كفِّ طفلٍ يسومها ... ورودَ حياضِ الموتِ والطفلُ يلعبُ
وقال ابن الرومي
كأنَّ جفني على الظلماءِ تعرضهً ... على الحشيشةِ أطرافُ المقاريضِ
إنْ كانَ ليليَ ليلًا لا انقضاءَ له ... فإنَّ جفنيَ لا يثنَى لتغميض
وقال أبو عون الكاتب
أعيذكَ من مبيتٍ باتَ فيه ... خليكَ ليلةً حتى الصباحِ
كأنّي كاتبٌ قد خانَ مالًا ... فسلمهُ الإمامُ إلى نجاحِ
وقال ابن الرومي
وغناءُ الخضابِ عن صاحب الشي ... بِ غناءُ الرقَى عن الممراضِ
ومثله قول أبي ذؤيب
وإذا المنيةُ أنشبتْ أظفارَها ... ألفيتَ كلَّ تميمةٍ لا تنفعُ
وقال المأمون
ردّا عليَّ الكأسَ إنكما ... لا تعلمانِ الراحَ ما تجدِي
لو ذقتما ما ذقتُ ما مزجتْ ... إلا بدمعكما من الوجدِ
ما مثلُ نعماها إذا اشتملتْ ... إلا اشتمالُ فمٍ على خدِّ
إنْ كنتما لا تشربانِ معي ... خوفَ العقابِ شربتها وحدِي
وقال ابن الرومي
سلالةُ نورٍ ليسَ يدركهُ اللمسُ ... إذا ما بدا أغضى له البدرُ والشمسُ
به أمستِ الأهواءُ يجمعها هوى ... كأنّ نفوسَ الناسِ في حبهِ نفسُ
وقال ابن المعتز
إني غريبْ بأرضٍ لا كرامَ بها ... كغربةِ الشعرةِ السوداءِ في الشمطِ
وقال بشار
وعدُ الكريمِ يحثُّ نائلهُ ... كالغيثِ يسبقُ رعدهُ مطرهْ
وقال ابن الرومي
يتخطَّى العداةُ عمدًا إلى البذْ ... لِ كسحِّ الحيا بلا إيماضِ
وله المنسرح
رزقي لشهرينِ قد علمتُ به ... أربعةٌ نيفتْ على عشرهْ
ونيفَ العقدُ كالسنامِ له ... إنْ جبَّ أبقى بظهرهِ دبرهْ
وكيفَ حملُ العقيمِ راكبهُ ... لا كيفَ إذْ قطعهُ به سفرهْ
فاتركْ لرزقي سنامهُ معهُ ... فأنتَ أولى موقرٍ وقرهْ
وقال إبراهيم بن المهدي
1 / 86