وفيما قاله الدكتور محمد كامل حسين يتضح لنا الجانب الآخر من الصورة الفاطمية؛ فإذا كان الفاطميون قد أقاموا الوحدة بعد التجزئة ، وأنشؤوا الجيش الضخم والأسطول الفخم ، فحموا بذلك العالم الإسلامي من أكبر كارثة كانت ستحل به ، فإنهم إلى جانب ذلك قد وضعوا منذ الساعة الأولى لحكمهم خطة هي أن يقوم هذا الحكم على قواعد ثابتة من العلم والمعرفة ، وخططوا كما نقول اليوم لسياسة تعليمية شاملة ترتكز على إنشاء جامعة كبرى ، ثم على تفريغ العلماء للعلم وحده ، فلا يشغلهم شاغل العيش عن الانصراف إلى العلم ولا يلهيهم الفقر عن التوسع في البحث والدرس ، فجعلوا لهم موارد من الرزق تضمن لهم العيش الكريم ثم أرسلوا يستدعون العلماء من الخارج. وقد اشتد هذا المنهج واتسع وقوي بعد إقامة الوحدة بضم البلاد الأخرى إلى مصر
مخ ۱۷۲