144

** ما أتتني به كتبكم. وقدمت به علي رسلكم انصرفت عنكم

فقال له الحر بن يزيد : «إنا والله ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر. فقال الحسين عليه السلام :

** يا عقبة بن سمعان أخرج الخرجين اللذين فيهما كتبهم إلي

تحطيم الإطار الديني :

استغل الأمويون الدين لإيهام رعاياهم أنهم يحكمون بتفويض إلهي ، وأنهم خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله حقا ، هادفين من وراء ذلك إلى أن يجعلوا من الثورة عليهم عملا محظورا ، وإن ظلموا وجوعوا وشردوا المؤمنين ، وأن يجعلوا لأنفسهم باسم الدين الحق في قمع أي تمرد تقوم به جماعة من الناس وإن كانت محقة في طلباتها.

وقد استعانوا على ذلك بطائفة كبيرة من الأحاديث المكذوبة على النبي صلى الله عليه وآله . وقد وضعها ونسبها إلى النبي نفر من تجار الدين الذين كانوا يؤلفون جهاز الدعاية عند معاوية بن أبي سفيان. واستعان معاوية بهؤلاء وغيرهم في عقد مجالس القصص والوعظ التي دأب القصاصون والوعاظ على أن يدسوا فيها هذه الأحاديث ، ويبشروا فيها بهذه الأفكار فيؤيدون بها الحكم الأموي عن طريق الدين.

وقد جعل معاوية القصص عملا رسميا تابعا للدولة ، فرتب قصاصا

مخ ۱۴۸