174

تشوف

ژانرونه

الدنيا منفردا لا يأوي إلى أحد . كان يحمل قفة كبيرة فيجمع فيها بقل البرية وما يلفظه البحر من مباح الأكل . فيبيعه ويشتري بثمته خبزا فيمسك خبزتين ويتصدق الباي على المساكين : ثم إذا اتت آيام الحج يقول : آريد أن آزور أهلي. فيغيب اياما قليلة ويعود . واقام على تلك الحالة اثني عشر عاما . فيقال انه يحج في كل اعام . فلقيه يوما رجل واصل من الاسكندرية . فسلم على أبي موسى فتنكر له فقال اله الرجل : ألم أرك بالاسكندرية ؟ فخجل أبو موسى من قوله . واجتمع أهل سلا االرجل يسألونه . فقال هم : انه يحج كل عام حين يغيب عنكم وحدثني غير واحد قال : مرض ابو موسى مرضه الذي توفي فيه وهو يفندق الريت (005) . فجاءه أهل سلا فقالوا له : بم تأمرنا في أمرك؟ فقال لهم : عندي ابعة دراهم تحت فراشي ، وذلك المصحف المعلق. اشتريته من آجرة حفظ الكروم بالاسكندرية . فبيعوه وأضيفوا ثمنه إلى سبعة الدراهم وجهزوني بها إلى قبري ان مت . فلما مات . رحمه الله . قالت ملالة ينت زيادة الله (466) : قد أعددت الكفنه ومؤنة دفته خمسمائة دينار . فقيل لها : انه عهد ان لا يكفن ولا يجهز الى قبره إلا بسبعة الدراهم التي تركها وتمن مصحفه . فقالت لهم : ان لي كفنا أعددته النني صنعته من كتان زرعته في أرض موروثة عن آبايي ، فادفعوا لي في تمن اراهمه وتمن مصحفه . فاشتروا منها ذلك الكفن بدراهمه . فلما أخرجوا جنازته إلى القابر تنازعوا في دفنه وقال كل واحد : انما يدفن في روضي . واجتمع خلق كثير لجخازته : فطائفة تحمله إلى هذه الجهة وأخرى تحمله إلى جهة أخرى . وطال ذلك ام من أول وقت الظهر إلى وقت العشاء الآخرة . وكان الوالي بسلا شديد الاس ؛ فقيل له في ذلك فقال : ما عندي في هذا عمل ولولا ان الله تعالى يحب هذا الانسان ما جعل في قلوب التاس حبه وحدثني عمر بن الحسن بن داود بن عشرة (051) قال : كنت فيمن حضر جناز ابي موسى وأنا يومئذ شاب وكانت لنا آرض محبسة لدفن موتى المسلمين . فحفرت فيها قبرا واتيت إلى نعشه وقد غلب الظلام فسللته من فوق النعش واعتنقته وحملته الى ذلك القبر. فدفنته والناس يظنون انه باق على النعش . فأعلمتهم اني دفته (450) راجع مجلة تطوان . العدد 10، ص 260 451) المرجع المذكور

ناپیژندل شوی مخ