وفَرَاغه، وهذا من تيسير الله على عباده، ورحمته بهم.
وانظر: لَمَّا ألزم الطرقية أنفسهم بأعداد لا دليل على تحديدها؛ وَلَّدَ لَهُمْ هذا الإِحداث بِدَعًا من اتخاذ السُّبَح، وإلزام أنفسهم بها، واتخاذها شعارًا وتعليقها في الأعناق، واعتقادات متنوعة فيها رغبًا، ورهبًا، والغلو في اتخاذها، حتى ناءت بحملها الأبدان، فَعُلِّقَتْ بالسقوف، والجدران، وَوُقِّفَت الوقوف على العَادِّين بها، وانْقَسَمَ المتعبدون في اتخاذها: نوعًا وكيفيةً، وزمانًا ومكانًا، وعددًا، ثم تطورت إلى آلة حديدية مصنعة، إلى آخر ما هنالك مما يأباه الله ورسوله والمؤمنون.
فعلى كل عبد ناصح لنفسه أن يتجرد من الإِحداث في الدين، وأن يقصر نفسه على التأسي بخاتم الأنبياء والمرسلين، وصحابته ﵃ فَدَع السُّبْحَة يا عبد الله، وتَأَسَّ بنبيك محمد ﷺ في عدد الذكر المقيد، ووسيلة العد بالأنامل، وداوم على ذكر الله كثيرًا كثيرًا دون التقيد بعدد لم يدل عليه الشرع، واحرص على جوامع الذكر،