تصوف او امام شعراني
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
ژانرونه
هذا التزييف وذاك الدس كانا الدعامة الكبرى للهجوم على التصوف والمتصوفة، وهذا الدس وذلك التزييف هما سر ما نسب إلى التصوف ظلما وزورا من عقائد تمثلت فيها أساطير الملل والنحل كافة.
وفي طليعة هذا الموكب الزائف الشائن، نرى فكرة وحدة الوجود الوثنية وما يتبعها من اتحاد وحلول وفناء الجزء في الكل كما يدعون.
كما نشاهد في هذا الموكب الشطحات الفلسفية المضللة التي خلعوا عليها أثوابا براقة خادعة، كدعوى الحقيقة المحمدية التي جعلوها قبة الوجود وأصله وسره،
3
وما أطلقوا عليه كلمة الجذب وجعلوها مرادفة للتحلل من الشريعة قولا وعملا، وما ابتدعوا عن ذل وعجز وأسموه ورعا وزهدا، وما تخيلوا من مذاهب باطنية منحرفة عن كتاب الله وسنة رسوله، وتنادوا بأنها الحق، وأنها السر، وأنها الشيء المضمر المراد المؤول.
وكل هذا وذاك يبرأ منه التصوف، ويبرأ منه المتصوفة، بل هم أشد الناس إنكارا له وحربا عليه؛ لأنهم أقوى الناس إيمانا، وأبصر الناس بهدي كتابهم، وسنة رسولهم.
إنهم العابدون المحبون الذين جعلوا الكون محرابا لله، فعاشوا طوال لحظاتهم في صلاة، عاشوا طوال حياتهم بأدب المصلي الذي لا تغفل جارحة من جوارحه عن المناجاة، بأدب المصلي المتطهر المعلق القلب بربه، المقبل بوجهه على خالقه، فكل صغيرة مهما دقت في ميزانهم كبيرة، بل كل رخصة لديهم ضعفا؛ لأنهم أولو عزم، وأصحاب العزمات هم المتطوعون أبدا للكمال، وكمالهم في إيمانهم كما هو في آدابهم، كما هو في إعلاء كلمة دينهم ورسالة نبيهم.
التصوف بريء من وحدة الوجود
وحدة الوجود وفكرة الاتحاد والحلول فكرة إلحادية قديمة، عريقة في العبادات الهندية والديانات البوذية، وخلاصتها التي تقربها إلى العقول أن أصحابها انقسموا إلى فريقين: فريق يرى الله - سبحانه وتعالى عما يصفون - روحا، ويرى العالم جسما لذلك الروح، وأن الإنسان إذا سما وتطهر ارتفع فالتصق بالروح - التي هي الله - ففني فيها، فذاق السعادة الكبرى، وظفر بالخلود الدائم.
والفريق الثاني يرى أن جميع الموجودات لا حقيقة لوجودها غير وجود الله، فكل شيء في زعمهم هو الله، والله هو كل شيء، يتجلى تجليا حقيقيا في كل شيء في الكون بذاته، فلا موجود إلا الوجود الواحد، ومع ذلك يتعدد بتعدد الصور تعددا حقيقيا واقعيا في نفس الأمر، ولكن ذلك التعدد لا يوجب تعددا في ذات الوجود، كما أن تعدد أفراد الإنسان لا يوجب تعددا في حقيقة الإنسان، أو تعدد صور الإنسان الواحد في المرايا المجاورة لا تحتم تعدده.
ناپیژندل شوی مخ