تصوف او امام شعراني
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
ژانرونه
لقد دس على التصوف المزيفون من رجال التاريخ، ودس على التصوف أهل إلحاد وخصوم الإسلام، وشوه التصوف رجال مغرضون تزيوا بزيه وانتسبوا إليه، فشوهوا وجهه بأفعالهم، وشوهوا سيرته بأقوالهم وهو منهم براء، وهو لهم خصم واضح الحجة.»
يقول الشعراني: «والإنكار على هذه الطائفة لم يزل في كل عصر بسبب الدس والافتراء، ولعلو ذوق مقامهم على غالب العقول، ولكنهم لكمالهم لا يتغيرون كما لا يتغير الجبل من نفخة ناموسة.»
ويقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي: «لقد ابتلى الله هذه الطائفة الشريفة بالخلق، خصوصا أهل الجدل والافتراء.»
ولقد خصص الشعراني بحثا طويلا جليلا في مقدمة اليواقيت والجواهر تناول فيه الافتراء على المتصوفة، كما تناول فيه الخصومات التي قامت حولهم وأحاطت بهم.
يقول الشعراني في هذه الدراسة: «إنه ما من نبي أو ولي إلا وابتلي بالخصومات كما ابتلي بالحسدة والدساسين.»
ثم يضرب المثل بالأنبياء والرسل - صلوات الله عليهم - الذين ابتلوا بالخصومات والافتراءات، ونسبت إليهم صفات هم منها الطهرة الأبرياء.
ثم كبار الصحابة - رضوان الله عليهم - «كسعد بن أبي وقاص»، الذي اتهمه أهل الكوفة بأنه لا يحسن الوضوء ولا الصلاة، وعبد الله بن الزبير اتهم بالرياء في صومه وعباداته.
ثم التابعون والأئمة؛ حيث ضرب أحمد بن حنبل حتى تمزق جسده وتلف، ونسبوا إليه الكفر تارة، والجهل تارة أخرى، وأبو حنيفة الذي جعله خصومه من المرجئة حينا، ومن المبتدعين أحيانا، والذي اضطهده الخلفاء وعذبوه وجلدوه بالسياط ورموه بالكبائر، واستخفى مالك خمسا وعشرين سنة لا يخرج لجمعة أو جماعة؛ خوفا من خصومه الذين ملئوا الدنيا حوله صياحا واتهاما، وعانى الشافعي ما عانى في مصر والعراق مما أفسح له التاريخ مكانا وبيانا.
ثم يقول: «وما من صوفي إلا وأحاطت به عصبة السوء والإفك تجريحا وتشهيرا ودسا وافتراء، فقد نفوا البسطامي سبع مرات من بلده بتهمة الكفر والزندقة، وأحلوا دم ذي النون المصري، وشهدوا على الجنيد بالكفر والإلحاد، ودسوا على الغزالي في الإحياء عدة مسائل تنبه لها القاضي عياض، وأرشد إليها وأمر بإحراقها، ودسوا على محيي الدين في الفتوحات ليوقعوا فيها من أراد الله إضلاله من جهلة المتصوفة، فإن الشيخ محيي الدين من أكابر الأولياء والراسخين، فربما قال لهم إبليس: إن ما في كتبه ليس مدسوسا عليه «وإنما ذلك كان اعتقاده، ويكفيكم في الدين اتباع هذا الرجل الجليل، فعظمه في أعينهم حتى لا يتوقفوا في اعتقاد ما يجدونه في كتبه من المدسوس».»
ثم يقول: «ولقد تنبه لما في كتب محيي من الدس والافتراء الفيروزبادي وصاحب نفح الطيب، ثم يقول أيضا: إنه عندما أخذ في تأليف مختصر للفتوحات رأى فيها أشياء كثيرة لا تتفق مع ما عليه أهل السنة والجماعة، فحذفها وتوقف فيها، ولم يزل كذلك حتى قدم عليه الشيخ شمس الدين محمد، فذاكره في ذلك، فأخرج له نسخة من الفتوحات التي قابلها على النسخة التي عليها خط الشيخ محيي الدين نفسه «بقونية»، فلم ير فيها شيئا مما توقف عليه وحذفه.»
ناپیژندل شوی مخ