تصوف او امام شعراني
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
ژانرونه
وإذن فقد استقر الشيخ موسى أبو العمران ببلدة «هو» - وهي قرية كبرى من قرى الصعيد الأعلى، وأهلها من قبائل الهوارة أولي البأس والعصبية الإسلامية - وأسس الشيخ موسى فيها زاوية غدت مركزا من مراكز التصوف في مصر، ومهدا من المهود التي يستنبت بها رجال الدعوة الصوفية.
ولم يحدد لنا التاريخ السنة التي هاجر فيها موسى إلى مصر، ولكن كتب التاريخ حددت لنا تاريخ وفاته، فقد توفي ببلدة «هو» عام 707ه، بعد أن نجحت دعوته، واهتدى بهديها جمهور ضخم من الصعيد الأعلى.
واستمرت أسرة الشعراني بالصعيد تحمل لواء العلم والولاية حتى مطلع القرن التاسع الهجري، فهاجر عميدها أحمد إلى ساقية أبي شعرة بالمنوفية، وأسس بها زاوية للعلم والعبادة، والتف الناس حوله ينهلون من معارفه وفتوحاته؛ فقد عرف بالتفوق في العلوم الصوفية رغم أميته، كما اشتهر بالولاية والنفحات، وانتقل إلى جوار ربه عام 828ه.
وحمل اللواء بعده حفيده أحمد الذي أوتي حظا من العلم المعروف في الأزهر في عهده، وحظوظا من العلوم الربانية التي اختص بها المتصوفة.
ثم تأذن ربك لهذا البيت الكريم؛ بيت الملك والدين ، بأن عهد كماله وتمامه قد حان، فوهبه في ليلة مباركة الطفل العملاق عبد الوهاب الشعراني.
مولده
ولد الشعراني على أصح الروايات وأشهرها في 27 من شهر رمضان عام 898ه، وكان مولده في بلدة «قلقشندة» - وهي قرية جده لأمه - ثم انتقل بعد أربعين يوما من مولده إلى قرية أبيه، وإليها انتسب، فلقب بالشعراني، وعرف بهذا اللقب واشتهر به، وإن كان هو قد سمى نفسه في بعض مؤلفاته بالشعراوي.
ولقد اضطرب رجال التاريخ في تحديد مولده، فقد ذكر صاحب النور السافر تاريخا لمولده قبل هذا التاريخ بقليل، وقد ذكر صاحب المناقب الكبرى تاريخا آخر، وأما المناوي وعلي مبارك والمستشرق شاخت فقد أيدوا التاريخ الذي ذكرناه.
ونحن نرجح رواية المناوي؛ لأنه تلميذ الشعراني الأول وصفيه وصديقه، وهو بعد هذا أكبر المؤرخين الصوفيين بعد الشعراني، ويزداد ترجيحنا لهذه الرواية اتفاقها مع رواية علي مبارك، وهو من أدق من أرخ لهذه الفترة من التاريخ.
واضطرب رجال التاريخ أيضا في الحديث عن طفولته ونشأته، فذهب المستشرقان «كرويمر» و«نيكلسون» إلى أنه اشتغل في مطلع حياته بالحياكة.
ناپیژندل شوی مخ