============================================================
بنيان مدينة مرسية::: وفى أيام الامام عبد الرحمن بن الحكم بنيت مدينة مرسية، واتخذت دارا للعمال وقرارا للقواد. وكان الذى تولى بنيانها وخرج الكتاب بالعهد إليه فى اتخاذها جابر بن مالك بن لبيد ، وكان تاريخ الكتاب يوم الآحد لأربع خلون من ربيع الأول سنة عشر ومائتين . فاتخذ جابر بن مالك مدينة مرسية منزلا وجعلها للعمال موطنا . وبعد بنيان مدينة مرسية وحلول العمال بها ورد كتاب الإمام عبد الرحمن على جابر بن مالك عامل كورة تدمير بخراب مدينة ايه من المضرية واليمانية . وكان السبب فى ذلك أن رجلا من اليانية استقى من وادى لورقة قلة ماء وأخذ ورقة من دالية فجعلها فى فم القلة فنهاه المضرى وقال إنما صنعت ذلك هوانا بى إذ قطفت الورقة من كرمى، فتقاتلا حتى غلا الأمر يهما وقتله وعكر بعضهم إلى بعض ومن الغرائب فى بلد تدمير: قال احمد بن عمر: وأخبرنى جماعة أن جماعة من النصارى قصدوا من بلاد إفرنجة إلى الدير الذى بقرطاجنة الحلفاء من عمل تدمير فى زى الرهبان ، 15 وكان يقرب ذلك الدير قبر لامرأة شهيدة عندهم، وكان لها قدر كبير فى دينهم ؛ فذكر قوم منهم أن أولئك النفر من الرهبان أخرجوا تلك المرأة الشهيدة من ذلك القبر بغير علم من أهل الدير؛ وقال قوم آخرون إنهم 18 آخذوها بعلم منهم واتفاق على خحملها، وكانوا قد أعدوا لذلك مركبا حربيا ، فوضعوها فى تابوت وحملوها مع أنفسهم، وذلك فى سنة أربع عشرة وأربعمائة من الهجرة ، ويذكر نصارى ذلك الدير أنه كان على القبر قبة ، وكان فى أعلى القبة كوة، وكان لذلك القبر يوم فيه مشهد عظم يجتمع فيه نصارى تلك
مخ ۲۱