============================================================

: فنها القصر الكبير التطلع : تمن جوفيه الى جيل لينهم ، وقى قبليه بستان عظيم جدا، فيه من جميع الثار وغزيبها ما لا يقدر واصف على أن يصفه ، مع طول مساحته قرب عزض القصبة، ويليه فى قبلته مجلس عظيم أيضا على أبواب مفتحه ودفف على حكاية دفف المشرق ، بل أغرب فى النقش والإتقان ، مفروش ذلك المجلس بالرخام الآبيض سطحه وأزره، ويليه فى القبلة منه داد كبيرة قد أتقنت بأنواع التذهيب وغرائبه تحار فيه الأبصار، ويليه فى قبلته جلس عظيم مقرنس بالرفوف المزوقة المنقوشة المنزول فيها الذهب الطيب مفروش بالرخام الابيض وقد آزر بالرخام المنقوش... * المنزل فيه بغرائب الإنزال.

وفى ذلك النقش تاريخ بناه والذى أمر به . ويليه صحن قبليه أبواب عليها شراجب يطلع منها إن احب إلى جميع مدينة المرية وإلى بحرها وإقبال السفن إلى مرساها وخروجها منه إلى العدوة وسائر البلاد. وبنى فى شرقها دارا للحكم فيه، متقن جدا وجلب المعتصم بالله الساقية وبلغها إلى جامع المرية، وكان وصولها وجرى الماء فيها إلى السقاية التى بنى فى غربى جامع المرية آول يوم من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وجلب منها أيضا غصنا إلى وراء قصبة المرية وسرب تلك الساقية تحت الأرض حتى بنغت البير الذى أحدث فى جوفى القصبة، وصنع عليه سوانى يستى فيها. ويصل ماؤها إلى الرياض الذى ذكرنا

فى الدار الموصوفة.

وبنى بخارج مدينة المرية بستانا وقصورا متقنة البنيان غريبة الصناعة وجلب اليها من جميع الثمار الغريبة وغيرها ، ففيها من كل شىء غريب مثل الموز الكثير وقصب الكر وأنواع سائر المرات مما لا يقدر على صفته، وفى وسطه بحيرة عظيمة عليها مجالس مفتحة مفروشة بالرخام الأبيض. ويسمى ذلك البتان بالصمادحية. وهو قريب من المدينة جدا، وقد اتصل به بساتين كثيرة تقرب من صفتها، فيها متنزهات لا بعلم مثلها فى جميع المتنزهات

مخ ۱۰۰