Explanation of Fazlur Rehman's Translation of Sheikh-ul-Islam Ibn Taymiyyah
ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية
پوهندوی
أبو عبد الرحمن سعيد معشاشة
خپرندوی
دار ابن حزم
د چاپ کال
۱۴۱۹ ه.ق
د خپرونکي ځای
بيروت
ژانرونه
خطبته (١) ..........................................
= يؤذيه، ويخرج معه إلى القبائل، ويعينه في الدعوة، وكان يشتري المعذّبين في الله، فكان أنفع النّاس له في صحبته مطلقاً. ولا نزاع بين أهل العلم بحال النبي ﷺ وأصحابه أنّ مصاحبة أبي بكر له كانت أكمل من مصاحبة سائر الصّحابة من وجوه: أحدها: أنّه كان أدوم اجتماعاً به ليلاً ونهاراً، وسفراً وحضراً... منهاج السنة النبوية (٨/٣٨٩ و ٣٩٠).
وقال رحمه الله: "ومن تدبر حال أبي بكر في رعايته لأمر النبي ﷺ وأنّه إنما قصد طاعة الرسول ﷺ لا أمراً آخر، يحكم أن حاله أكمل وأفضل وأعلى من حال عليّ رضي الله عنهما، وكلاهما سيد كبير من أكابر أولياء الله المتقين، وحزب الله المفلحين وعباد الله الصالحين، ومن السابقين الأوّلين، ومن أكابر المقربين الذين يشربون بالتسنيم. منهاج السّنة النبوية (٤/٢٥٤).
(١) أمّا هذه الشبهة فظاهرها يوحي بأن شيخ الإسلام تكلم بكلام سوء ولم يدافع عن الصحابة، ولكي تعرف أخي الكريم أنّ هذا كذب وافتراء على شيخ الإسلام رحمه الله هذا كلامه بتمامه فتدبره.
قال رحمه الله في الردّ على الرافضة الذين كفّروا أبا بكر وعمر رضي الله عنهما واتهماهما بمنعهما فاطمة رضي الله عنها من الميراث وأنهم قالوا إنهما - أبو بكر وعمر - آذوها واستدلوا بهذا الحديث "أنّ فاطمة بضعة مني من آذاها آذاني ومن آذاني آذى الله".
فقال شيخ الإسلام: "فإن هذا الحديث لم يُرْوَ بهذا اللّفظ، بل روى بغيره كما روي في سياق حديث خطبة علي لابنة أبي جهل، لما قام النبي ﷺ خطيباً فقال: "إنّ بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب وإني لا آذن ثمّ لا آذن، ثمّ لا آذن إنّما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها، إلاّ أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم".
وفي رواية: "إني أخاف أن تفتن في دينها" ثم ذكر صهراً له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فقال: "حدّثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحل حراماً ولا أحرّم حلالاً، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكاناً واحداً أبداً" رواه البخاري ومسلم في الصحيحين من رواية علي بن الحسين والمسور ابن مخرمة، فسبب الحديث خطبة علي رضي الله عنه لابنة أبي جهل والسبب داخل في اللفظ قطعاً، إذ اللفظ الوارد على سبب لا يجوز إخراج سببه منه بل السّبب يجب دخوله بالاتفاق. وقد قال في الحديث "يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها" ومعلوم قطعاً أنّ خطبة ابنة أبي جهل عليها رابها وآذاها والنبي ﷺ رابه ذلك وآذاه، فإن كان هذا وعيداً لاحقاً بفاعله كان أبو بكر أبعد من الوعيد من علي. =
60