تمهيد:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.
وبعد، فإن الكثير قد ألف في أهل البيت (عليهم السلام)، والكثير قد جعل جل اهتماماته هو البحث والتنقيب حول أهل البيت (عليهم السلام)، جهودهم مشكورة، ومساعيهم محمودة.
ولكن القليل منهم ممن نذر حياته للعمل في خدمة أهل البيت (عليهم السلام)، وكانت عنده حالة الذوبان في الهدف فامتزجا وصارا كيانا واحدا لا يتجزأ ولا يفارق أحدهما الآخر.
ومن هؤلاء القلة المحقق العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي (رضوان الله عليه)، الذي وقف عمره الشريف في خدمة أهل البيت (عليهم السلام) وإحياء تراثهم وضبط فضائلهم وتصحيحها، فكرس وقته للعمل الدؤوب للوصول الى بغيته التي رسمها في مخيلته منذ نعومة أظفاره وإلى أن وافاه الأجل، والتي هي خدمة أهل البيت النبوة (صلوات الله وسلامه عليهم)، هذه البغية وهذا الهدف الذي كان يعيشه طول عمره الشريف لم يفارقه طرفة عين، حتى أنه عاش الفكرة وحتى أن الفكرة عاشته.
فكان (رضوان الله عليه) يسير نحو هدفه بكل الطرق والأساليب من تأليف، وكتابة مقال، وتربية جيل للسير على هذا النهج، والأخذ بأيدي المبتدئين ليعرفهم الطريق، وجمع
مخ ۵