البرزالي

هو الشيخ المحدث الإمام العالم الحافظ مفيد الشام مؤرخ الإسلام علم الدين أبو محمد القاسم بن العدل الكبير بهاء الدين

مخ ۳۷

محمد بن يوسف بن الحافظ زكي الدين البرزالي الإشبيلي الدمشقي الشافعي شيخ الحديث ولد في جمادى الأولى سنة خمس وستين وستمائة وحفظ القرآن والتنبيه ومقدمة في صغره وسمع سنة ثلاث وسبعين من أبيه ومن القاضي عز الدين بن الصائغ فلما سمعوا صحيح مسلم من الإربلي بعثه والده فسمع الكتاب في سنة سبع فأحب الحديث ونسخ أجزاء ودار على الشيوخ فسمع من ابن أبي الخير وابن أبي عمر وابن علان والمقداد وابن الدرجي وابن شيبان والفخر وجد في الطلب وذهب إلى بعلبلك ثم ارتحل إلى حلب سنة خمس وثمانين وفيها ارتحل إلى مصر وأكثر عن العز الحراني وطبقته وكتب بخطه الصحيح المليح كثيرا وخرج لنفسه وللشيوخ شيئا كثيرا وجلس في شبيبته مدة مع أعيان الشهود وتقدم في الشروط ثم اقتصر على جهات تقوم به

وورث من أبيه جملة وحصل كتبا جيدة وأجزاء في أربع خزائن وبلغ ثبته بضعة وعشرين مجلدا وأثبت فيه من كان سمع معه

وله تاريخ بدأ فيه من عام مولده الذي توفي فيه الإمام أبو شامة فجعله صلة لتاريخ أبي شامة في خمس مجلدات أو أكثر

وله مجاميع مفيدة كثيرة وتعليق وعمل في فن الرواية قل من بلغ إليه

مخ ۳۸

وبلغ عدد مشايخه بالسماع أزيد من ألفين وبالإجازة أكثر من ألف رتب ذلك كله وترجمهم في مسودات متقنة

وكان رأسا في صدق اللهجة والأمانة صاحب سنة واتباع ولزوم للفرائض خيرا متواضعا حسن البشر عديم الشر فصيح القراءة قوي الدربة عالما بالأسماء والألفاظ سريع السرد مع عدم اللحن والدمج قرأ ما لا يوصف كثرة وروى من ذلك جملة وافرة وكان حليما صبورا متوددا لا يتكثر بفضائله ولا ينتقص بفاضل بل يوفيه فوق حقه ويلاطف الناس وله ود في القلوب وحب في الصدور احتسب عدة أولاد درجوا منهم محمد تلا بالسبع وحفظ كتبا وعاش ثماني عشرة سنة ومنهم فاطمة عاشت نيفا وعشرين سنة وكتبت صحيح البخاري وأحكام المجد وأشياء

وله إجازات عالية عام مولده من ابن عبد الدائم وإسماعيل بن عزون والنجيب وابن علان وحدث في أيام شيخه ابن البخاري

وكان حلو المحاضرة قوي المذاكرة عارفا بالرجال والكبار لا سيما أهل زمانه وشيوخهم يتقن ما يقوله ولم يخلف في معناه مثله ولا عمل أحد في الطلب عمله

حج سنة ثمان وثمانين وأخذ عن مشيخة الحرمين وخرج أربعين بلدانية ثم حج أربعا بعد ذلك

مخ ۳۹

وفي عام وفاته توفي بين الحرمين محرما وغبطه الناس بذلك وكان باذلا لكتبه وأجزائه سمحا في أموره مؤثرا متصدقا رحوما مشهورا في الآفاق مقصدا لمن يلتمس سماعه

وكان هو الذي حبب إلي طلب الحديث فإنه رأى خطي فقال خطك يشبه خط المحدثين فأثر قوله في وسمعت وتخرجت به في أشياء

ولي قراءة دار الحديث سنة عشرين وسبعمائة وقراءة الظاهرية وحضر المدارس وتفقه مدة بالشيخ تاج الدين عبد الرحمن وصحبه وأكثر عنه وسافر معه وجود القرآن على الرضى بن دبوقا وتفرد ببعض مروياته وتخرج به الطلبة وما أظن الزمان يسمح بوجود مثله فعند ذلك نحتسب مصابنا بمثله ولقد حزن الجماعة خصوصا رفيقه أبو الحجاج شيخنا وبكى عليه غير مرة وكان كل منهما يعظم الآخر ويعرف له فضله وكان رحمه الله وعفا عنه قد أقبل على الخير في

مخ ۴۰

آخر عمره وضعف وحصل له فتق وختم له بخير ولله الحمد وانتقل إلى رضوان الله تعالى بخليص في بكرة يوم الأحد الرابع من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة ونصف وولي بعده مشيخة النورية شيخنا المزي ومشيخة القوصية ابن رافع ومشيخة النفيسية العبد وباقي وظائفه جماعة ووقف كتبه وعقارا جيدا على الصدقة

قرأت على القاسم بن محمد الحافظ في سنة أربع وتسعين وستمائة أخبركم المسلم بن علان وأجاز لنا المسلم قال أنا حنبل قال أنا ابن الحصين قال أنا المذهب قال أنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد ثنا أبي ثنا الشافعي أنبأ مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان عن أبي سعيد رضي الله عنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المزابنة والمحاقلة والمزابنة اشتراء الثمر بالتمر في رؤوس النخل والمحاقلة استكراء الأرض بالحنطة وأخبرناه عاليا أبو الفضل بن تاج الأمناء قراءة بالسفح عن المؤيد بن محمد الطوسي قال لنا هبة الله بن سهل النيسابوري سنة ثلاثين

مخ ۴۱

اصول - د اسلامي متنونو لپاره څیړنیز اوزار

اصول.اي آی د اوپنITI کورپس څخه زیات له 8,000 اسلامي متونو خدمت کوي. زموږ هدف دا دی چې په اسانۍ سره یې ولولئ، لټون وکړئ، او د کلاسیکي متونو د څیړلو کولو لپاره یې آسانه کړئ. لاندې ګډون وکړئ ترڅو میاشتني تازه معلومات په زموږ د کار په اړه ترلاسه کړئ.

© ۲۰۲۴ اصول.اي آی بنسټ. ټول حقوق خوندي دي.