په عربي نړۍ کې ژباړه: حقیقت او ننګونې: د څرګندو دلالتونو سره د شمیرنې په بنسټ
الترجمة في العالم العربي: الواقع والتحدي: في ضوء مقارنة إحصائية واضحة الدلالة
ژانرونه
الطريق إلى المستقبل مشحون بالتحديات، تحديات مع أنفسنا لفهم وتغيير أنفسنا ثقافيا وتاريخيا، وتحديات مع الآخر في ضوء مقتضيات حضارة العصر، وإن لم نقارن لن نفهم. وإن لم نعقد العزم على التزام نهج علمي في الفهم وفي مواجهة التحديات لن نخطو أبدا إلى أمام.
ونعود لنسأل: أين العرب من كل هذا؟!
الترجمة
بين عالم جديد ومستقبل مجهول
بداية أضع تعريفا للترجمة غير الشائع، تعريفا تحدد صيغته المهام والمسئوليات ومقتضيات نشاط المجتمع الذي يحق أن نسميه ترجمة. وينأى بنا عن المزاج الثقافي الاحتفالي السائد بيننا الذي يفضي إلى تزييف الوعي، ويضيع معه الطريق، ونقع أسرى الصخب حيث ضجيج ولا طحين.
ليست الترجمة نقل معرفة، ولا هي حوار حضارات بالمعنى السطحي الذي نردده إلا وفق شروط. الترجمة إحدى آليات تمكين المجتمع
Social enpowerment ، وهي اقتناص لأفضل معارف حضارة العصر العالمية اللازمة لدعم عملية التمكين على صعيد استراتيجي في سياق التحدي والمنافسة، أو الصراع العالمي. وطبيعي أن يخرج بنا هذا عن الترجمة كترف ثقافي. وتمثل الترجمة بحكم هذا التعريف نشاطا منظوميا اجتماعيا، بمعنى أن الترجمة نشاط اجتماعي لا فردي، تخطيطي لا عشوائي، يجري إنجازه من خلال مؤسسات ومنظمات تجمع بينها بنية شبكة اجتماعية وصولا إلى هدف أو مستقبل.
وحري بنا أن ندرك بادئ ذي بدء أن الترجمة في عصور نهضتها تكون قرينة نهضة مجتمعاتها، بل ثمة تلازم بين الاثنين. وتمثل في حالة النهضة حركة ومنظومة مؤسسية، وليست نشاطا فرديا أو تراكما عدديا. وتجسد منظومة معرفية وتعبيرا عن حالة حضارية اتخذت الطابع المؤسسي، ويهيئ لها المجتمع الدعم المؤسسي الاجتماعي والاقتصادي والصناعي والعلمي والتعليمي ... إلخ؛ أي يحشد لها مثلما يحشد لكل أنشطة المجتمع عوامل التمكين، وصولا إلى المستقبل المنشود وفق استراتيجية جرى التخطيط لها علميا.
ولكن لماذا المعرفة/الترجمة؟ ولماذا السعي إليها سعيا شبكيا في إطار المؤسسات الاجتماعية؟ وما هي حدود المعرفة المنشودة ومجالها من حيث التخصصات والفنون، ومن حيث الموطن والمصدر؟ وما هي آليات ومعايير اختيار المعارف للترجمة على الصعيد الاجتماعي؟ معارف محلية، تاريخية، معاصرة؛ أي باعتبارها نشاطا اجتماعيا داخليا، أم نشاطا متبادلا بين المجتمعات؟
الإجابة تأتي تأسيسا على فهم معنى المستقبل، ومعنى البحث في الزمان والمكان الحضاريين كدور وكحركة. ونعني هنا المستقبل الاجتماعي؛ إذ يتميز الإنسان/المجتمع بأنه كيان حي دينامي هادف. والمستقبل هدف حركة أو حراك اجتماعي يأتي بناء على وعي بالواقع والسياق المحلي والعالمي كطور حضاري واختيار. ويخضع الاختيار الواعي لمحددات عدة هي أشبه بإحداثيات تتلاقى في محل هندسي مشترك، بحيث تشكل في مجموعها قوة دفع متكاملة ومتناغمة ضمانا لبلوغ الهدف. أو لنقل بعبارة أخرى: إن بلوغ الهدف له مقتضيات من حيث تشخيص الواقع المحلي وخط المسار والأساليب، وطبيعة محيط الحركة الاجتماعية؛ أي الواقع الإقليمي والعالمي وما ندركه من تحديات حافزة إلى الحركة في إطار صراع لا حوار فيما بين المجتمعات. وأقول: صراع لا حوار؛ لأن الحوار مرحلة تعبر عن توازن القوى، وتوازن القدرة على الأخذ والعطاء فيما بين الأفراد أو المجتمعات، إلى حين اختلال حالة التوازن، فيتحول الحوار إلى صراع، وتكون الهيمنة للأقوى بفضل ما يملك من أدوات القوة؛ الفكر والتكنولوجيا.
ناپیژندل شوی مخ