په عربي نړۍ کې ژباړه: حقیقت او ننګونې: د څرګندو دلالتونو سره د شمیرنې په بنسټ
الترجمة في العالم العربي: الواقع والتحدي: في ضوء مقارنة إحصائية واضحة الدلالة
ژانرونه
Sub-altern Studies Group ، والاسم مأخوذ عن المفكر الإيطالي أنطونيو جرامشي، والهدف نقد العلاقات غير المتوازنة بين الذات والآخر، خاصة خلال فترة الاستعمار، وكيف صاغ الغرب أيديولوجيا صورة الآخر (الغرب) من خلال ثقافته المنقولة إلى مثقفي الهند. واصطنع الغرب صورة شائهة عن المجتمع الهندي يثبتها الباحثون الغربيون خارج إطار الزمان والمكان، وكأنها هي الهند دائما في كل زمان ومكان. وتجلى هذا في مجالات بحث عديدة. وذهبوا في مجال التاريخ إلى أن تاريخ الهند، ليس كما صور الغرب، هو تاريخ شركة الهند الشرقية، وإنما هو فعالية وصراع عامة الهنود على مدى التاريخ لبناء الذات والحفاظ على هويتهم.
وجاء ميلاد هذا المنهج تحديدا بعد الحرب العالمية الثانية ومراجعة الشباب الأوروبي لتاريخه وانحيازاته التي أدت إلى اكتواء مجتمعاتهم بويلات حربين متعاقبتين مدمرتين. واقترنت هذه المراجعة باستقلال المستعمرات السابقة. وتوافقت آراء المثقفين هنا وهناك على ضرورة تصحيح الرؤية ورفض هيمنة ثقافة الغالب، وتأكيد نسبية الثقافة، والاعتراف بخصوصية ثقافة الأنا والآخر في تكافؤ ندي.
وتقتضي الأمانة أن نذكر أن مصر الحضارة والتاريخ كانت تنبعث دائما حية من جديد على أيدي مثقفيها وعلمائها خلال مراحل النضال التماسا للنهضة، ولكن لا تلبث أن تخبو مع انحسار زخم حركة النهضة، وطغيان حاكم أجنبي أو مستبد محلي، أو هيمنة أيديولوجيا سلفية.
وحري بي أن أذكر هنا مثالا يوضح مدى الأثر الراسخ لآلية نقل المعارف من الغرب واصطناع صورة الآخر في انحياز أيديولوجي، أو لنقل: صورة الأنا والآخر (الغرب والشرق) كوجهين نقيضين. ذلك أنه عند مناقشة ترجمة كتابي «أثينا إفريقية سوداء» تأليف مارتن برنال، و«التراث المسروق» تأليف جورج جيمس، في ندوة في المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة، وضح أن عددا من الأكاديميين كانوا أعجز من أن يستسيغوا أو يتحرروا من الأطر المعرفية الغربية المنقولة عن الغرب، واغتذوا عليها خلال فترة دراستهم الأكاديمية في ظل الاستعمار. والغريب أن هذه هي الأطر ذاتها التي تخلى عنها وأدانها كثير من الباحثين الغربيين في الدراسات والمراجعات النقدية التي راجت مع وبعد ثورة الشباب في السبعينيات.
ثانيا:
النقطة الثانية هي الترجمة في عصر العولمة أو عصر ثورة المعرفة أو ثورة الاتصالات أو لنسمها ما شئنا. وكذا الترجمة في إطار صراع الوجود تأسيسا على المعرفة فيما بين المجتمعات ضمانا للسبق الحضاري والمنعة الحضارية وليس مجرد البقاء. وغني عن البيان أن الترجمة من أهم آليات التواصل المعرفي على الصعيد الكوكبي. وأصبح واضحا أن هذا العصر بكل مسمياته يحمل طاقة وقدرة على التأثير والتغيير جذريا في ثقافات الشعوب جميعها من خلال كثافة التواصل الذي أصبح يسيرا وبلا حدود، حتى وإن سار في اتجاه واحد على الرغم من قيود الاستبداد. وطبيعي أنه تواصل ليس قاصرا على اللغة الشفاهية واللغة المكتوبة، بل تواصل سمع بصري، وعبر وسائط الإعلام المتعددة «المالتي ميديا»، وعبر المعارض والمتاحف والسياحة والهجرة. والترجمة هنا لها دور واضح في التلقي. وتطمح بلدان إلى أن تحقق لنفسها الهيمنة على الآخر عن بعد، من خلال صياغة عقول وأطر معرفة الآخر، وضمان السيادة لثقافتها واحتكار المعلومات وشغل موقع المرجع والمصدر للمعلومات والمعارف؛ أي أن تكون هي بنك معلومات العالم. وهذا ما تحرص عليه الولايات المتحدة من خلال الشبكات الفضائية. وسؤالنا: ترى ما هو الموقف العربي من الترجمة في هذه المجالات إرسالا واستقبالا؛ أي في إعادة تشكيل الثقافات وإعادة تشكل الهوية؟
الترجمة الآن هي الوسيط العالمي بامتياز في نطاق ما يسمى فضاء التفاوض فيما بين الثقافات على الصعيد الكوكبي
Global-Inter cultural Negotiation ، وتزايد الاهتمام بحدة لدى الغرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول لفهم ثقافة/فكر المنطقة العربية.
وتجري دراسات الغرب في إطار معرفي غربي. والترجمة النقدية هنا ضرورة حيوية. ولكن السؤال: ما الذي يصنع صورة الأنا لدى الآخر؟ ترك العرب للغرب مهمة صناعة الصورة وتواروا خلف عبارة تدغدغ الوجدان النرجسي السقيم قالها شيخ ذائع الصيت: «لقد سخر الله لنا الغرب ...» وهذا خطأ فادح. وانسحب الأصوليون ولاذوا بالماضي وانكفئوا على تراث قديم خارج العصر؛ فكانت نرجسية مريضة. وهذا خطأ فادح آخر يتجلى في رفض التعددية والتنوع والتطور ووأد للعقل العلمي الحر، على الرغم من أن هذه بعض خصائص التراث الذي يجهلونه.
الترجمة أحد جناحي النهضة للاستيعاب النهم واقتناص معارف الآخر، والجناح الثاني هو الإبداع الذاتي في مجال الفعل والفكر. وهذان الجناحان لا يحلقان بالمجتمع إلا في مناخ من الحرية والديمقراطية وثقافة الفعل والتغيير.
ناپیژندل شوی مخ