وسأله آخر: أتستطيع أن تجود؟
وقال سامي: أظن ذلك.
وقال آخر: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، أسمعنا أكرمك الله، وتهيأ سامي وبدأ. - أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم:
سبح اسم ربك الأعلى * الذي خلق فسوى * والذي قدر فهدى * والذي أخرج المرعى * فجعله غثاء أحوى * سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى * ونيسرك لليسرى * فذكر إن نفعت الذكرى * سيذكر من يخشى * ويتجنبها الأشقى * الذي يصلى النار الكبرى * ثم لا يموت فيها ولا يحيا * قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى * بل تؤثرون الحياة الدنيا * والآخرة خير وأبقى * إن هذا لفي الصحف الأولى * صحف إبراهيم وموسى
صدق الله العظيم.
كان سامي حين يقرأ ينصرف بجميعه إلى آيات الله، فلم ير الذهول من حوله وصموت الكون وخشوع الكائنات جميعا، حتى كأن القمر والأنجم قد اقتربت تتسمع إلى صوت لم يسمعه الخلق من قبل. ومن كل حدب وناحية أقبل من في الثكنات مبهورين يسيرون هونا لا يصدر صوت من خطواتهم يشوب هذا الجمال الإلهي الجرس الرباني النغم.
وحين انتهى سامي من قراءته هوم الصمت المأخوذ على الجميع، وازداد القمر تألقا، وبدت الأنجم، وكأنما ترسل كل واحدة منها شعاعا فيه عطر السماء تحية للصوت المتخشع الرخيم. فلم تكن روعة الصوت وحدها هي التي أخذت بكل هذه المخلوقات، وإنما خشوع الرنين وإخباته، وكأنه متبتل يصلي في محراب، وفجأة ارتفعت أصوات الإعجاب. وقال قائد الثكنة: سبحان المعطي الوهاب، ما اسمك يا ابني؟
وذكر سامي اسمه، ورقم تجنيده، وقال القائد: أنت معي في مصر إن شاء الله. - أمرك. - وفي أي سلاح تريد أن تتم خدمتك؟ - تمنيت يا سيادة القائد لو أنني أتقنت التصويب. - ولك ما تريد بعون الله.
وهكذا أصبح سامي من خيرة الذين يصوبون.
وأتم سامي الخدمة العسكرية بأحسن ما يتاح لمثله، فكان يبيت معظم الأيام مع زوجته، ويذهب إلى الثكنة في باكر الصباح. •••
ناپیژندل شوی مخ