د اخوان صفا لار
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
ژانرونه
هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ...
1
وقوله:
الرحمن على العرش استوى .
2
إن أكثر أهل التفسير الحرفي تزمتا، وهم المشبهة والمجسدة ، يفسرون العرش والاستواء بأن لله عرشا يجلس عليه كما يجلس الملك؛ وهذا ما يتنافى وتنزيه الذات الإلهية وبعدها عن التشبه بأحوال البشر، وهو القائل:
ليس كمثله شيء .
3
أما أهل التأويل فيعطون بعدا معنويا للعرش والاستواء، وهم في ذلك على عدة مذاهب؛ فالبعض يقول: إن العرش والاستواء هما للتعبير عن سلطة الله المطلقة على العالم، معبرا عنها بما تثيره هاتان الكلمتان من مفهوم السلطة على مستوى الجماعات الإنسانية. ويقول البعض الآخر اعتمادا على الحديث القدسي: «ما وسعني سمائي ولا أرضي، ووسعني قلب عبدي المؤمن»، إن عرش الرحمن هو قلب الإنسان. وقد نسير مع إخوان الصفاء في تأويلهم العقلي الذي يعتمدون فيه على الحصيلة العلمية لعصرهم، ونقول: إن عرش الرحمن هو الحد الفاصل بين العوالم المادية والعوالم الروحانية، والذي رأوه في الفلك الخارجي للكون الذي دعوه بالفلك المحيط، حيث تنتظم النجوم الثابتة لتشكل حافة الكون المعروف. وباستخدام المفاهيم العلمية الحديثة، هو تلك المجرات الأبعد من الكون الأحدب التي تتباعد عن مركزه بسرعات خيالية، وتشكل حدا بين المعلوم والمجهول.
مثال آخر، قوله تعالى في وصف الجنة وأحوال أهلها:
ناپیژندل شوی مخ