د اخوان صفا لار
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
ژانرونه
ومما يجمعنا وإياك أيها الأخ البار الرحيم محبة نبينا، عليه السلام، وأهل بيت نبينا الطاهرين، وولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب خير الوصيين، صلوات الله عليهم أجمعين» (48: 4، 195).
وأيضا: «واعلم يا أخي أنا قد عملنا إحدى وخمسين رسالة في فنون الآداب وغرائب العلوم وطرائف الحكم، كل واحدة منها شبه المدخل والمقدمات والأنموذج، لكيما إذا نظر فيها إخواننا وسمع قراءتها أهل شيعتنا، وفهموا بعض معانيها، وعرفوا ما هم مقرون به من تفضيل أهل بيت النبي
صلى الله عليه وسلم ؛ لأنهم خزان علم الله، ووارثو علم النبوات، وتبين له تصديق ما يعتقدون فيهم من العلم والمعرفة ...» (48: 4، 186).
وفي كل موضع تعرض فيه الإخوان لوصف مذهبهم لم يشيروا من قريب أو بعيد لصلة هذا المذهب بالتشيع، بل يصفونه بالمذهب القديم غير المستحدث: «واعلم أن هذا الأمر الذي قد ندبنا إليه إخواننا وحثثنا عليه أصدقاءنا ليس هو برأي مستحدث ولا مذهب محدث، بل هو رأي قديم قد سبق إليه الحكماء والفلاسفة والفضلاء، وهو طريق سلكه الأنبياء، عليهم السلام، ومذهب مضى عليه خلفاء الأنبياء والأئمة المهديون، وبه كان يحكم النبيون الذين أسلموا للذين هادوان والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله، وهي ملة أبينا إبراهيم وبه سمانا المسلمين من قبل» (47: 4، 126).
ويعلن الإخوان صراحة عدم انتمائهم إلى الشيعة الاثنا عشرية، الفئة الشيعية الرئيسة في ذلك العصر، وذلك عن طريق نقدهم لفكرة غيبة الإمام والإمام المختفي: «ومن الشيعة من يقول إن الأئمة يسمعون النداء ويجيبون الدعاء، ولا يدرون حقيقة ما يقرون به وصحة ما يعتقدونه. ومنهم من يقول إن الإمام المنتظر مختف من خوف المخالفين، كلا بل هو ظاهر بين ظهرانيهم وهم له منكرون» (48: 4، 148).
وأيضا: «من الآراء الفاسدة والاعتقادات المؤلمة لنفوس معتقديها رأي ... من يرى ويعتقد أن الإمام الفاضل المنتظر الهادي مختف لا يظهر من خوف المخالفين. واعلم أن صاحب هذا الرأي يبقى طول عمره منتظرا لخروج إمامه، متمنيا لمجيئه مستعجلا لظهوره، ثم يفني عمره ويموت بحسرة وغصة، لا يرى إمامه، ولا يعرف شخصه من هو» (42: 3، 523).
وبشكل عام لم تأخذ مسألة الإمامة، على مركزيتها في العقيدة الشيعية، حيزا يذكر في رسائل الإخوان، ولم يتعرضوا لها إلا لماما. ولعل من أهم ما أوردوه فيها هذا المقطع الطويل من الرسالة 42 الذي يحتوي ضمنا إنكارهم لفكرة الإمامة: «اعلم أن مسألة الإمامة هي أيضا من إحدى أمهات مسائل الخلاف بين العلماء، قد تاه فيها الخائضون إلى حجج شتى، وأكثروا فيها القيل والقال، وبدت بين الخائضين فيها العداوة والبغضاء، وجرت بين طالبيها الحروب والقتال ... وهي باقية إلى يومنا هذا لم تنفصل ... فنحتاج أن نذكر أولا ما الأصل المتفق عليه بين أهلها، ثم نذكر أسباب الخلاف في فروعها فنقول:
اعلم أن الأمة كلها تقول إنه لا بد من إمام يكون خليفة لنبيها في أمته بعد وفاته، وذلك لأسباب شتى وخصال عدة؛ أحدها هو أن يحفظ الإمام الشريعة على الأمة، ويحيي السنة في الملة ... وقوم آخرون يكونون خلفاءه في سائر البلدان للمسلمين بالنيابة عنه في جباية الخراج وأخذ الأعشار والجزية، وتفريقها على الجند والحاشية ليحفظ بها ثغور المسلمين ... ويقهر الأعداء ويحفظ الطرقات من اللصوص والقطاع ... وينصف ويعدل بين الناس فيما يتعاملون به، وما شاكل هذه الخصال التي لا بد للمسلمين من قيم بها في ظاهر أمور دنياهم.
وخصلة أخرى هي أن يرجع فقهاء المسلمين وعلماؤهم عند مشكلاتهم في أمر الدين إليه، وعند مسائل الخلاف، فيحكم هو بينهم فيما هم فيه يختلفون ... ويصدرون كلهم عن رأيه وتدبيره ... فهذا هو الأصل المتفق بينهم في حاجتهم إلى الإمام.
وأما من ينبغي أن يكون الإمام؟ ومن هو؟ فهم فيه مختلفون على رأيين ومذهبين. فمنهم من يرى ويعتقد أنه لا ينبغي إلا أن يكون أفضلهم كلهم بعد نبيها [أي الأمة]، وأقربهم إليه نسبة، ويكون قد نص عليه، ومنهم من يرى بخلاف ذلك ... ولكن نحتاج إلى أن نذكر علة اختلافاتهم من أين كان بدؤها، ومن أين أشكل الأمر عليهم فيه.
ناپیژندل شوی مخ