236

Tariq al-Hidayah: Principles and Introductions to the Science of Tawheed in Ahl al-Sunnah wal-Jama'ah

طريق الهداية مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة

خپرندوی

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

د ایډیشن شمېره

الثانية ١٤٢٧هـ

د چاپ کال

٢٠٠٦م

ژانرونه

قال ابن حجر ﵀: قوله: باب الدين يسر، أي دين الإسلام ذو يسر، أو سمي الدين يسرا مبالغة بالنسبة إلى الأديان قبله؛ لأن الله رفع عن هذه الأمة الإصر الذي كان على من قبلهم، ومن أوضح الأمثلة له أن توبتهم كانت بقتل أنفسهم. وتوبة هذهالأمة بالإقلاع والعزم والندم. قوله: "أحب الدين" أي خصال الدين؛ لأن خصال الدين كلها محبوبة لكن ما كان منها سمحًا أي سهلًا فهو أحب إلى الله، ويدل عليه ما أخرجه أحمد بسند صحيح من حديث أعرابي لم يسمه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: "خير دينكم أيسره" ١، أو الدين جنس أي أحب الأديان إلى الله الحنيفية، والمراد بالأديان الشرائع الماضية قبل أن تبدل وتنسخ، والحنيفية ملة إبراهيم.. والسمحة السهلة، أي أنها مبنية على السهولة"٢.
وترجم الإمام البخاري ﵀ في كتاب: "باب ما يكره من التعمق والتنازع في العلم والغلو في الدين، والبدع لقوله لقوله تعالى: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ﴾ [النساء: ١٧١] "٣.
قال ابن حجر ﵀: "صدر الآية يتعلق بفروع الدين، وهي المعبر عنه في الترجمة بالعلم وما بعده يتعلق بأصوله: فأما التعمق فمعناه التشديد في الأمر حتى يتجاوز الحد فيه، وأما الغلو فهو المبالغة في الشيء، والتشديد فيه بتجاوز الحد وفي معنى التعمق ... "٤.
وعن أبي العالية عن ابن عباس ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" ٥.

١ رواه أحمد "١٥٥٠٦".
٢ فتح الباري لابن حجر "١/ ٩٣، ٩٤".
٣ صحيح البخاري بتحقيق د. مصطفى البغا "٦/ ٢٦٦١".
٤ فتح الباري لابن حجر "١٣/ ٢٧٨".
٥ أخرجه أحمد "١٨٥٤"، والنسائي "٣٠٥٩"، وابن ماجه "٣٠٢٩". وصححه بن خزيمة وابن حبان والحاكم.

1 / 253