أَن قضى زِيَارَة وَالِده قد عَاد إِلَى قطعته وبلد ولَايَته مَدِينَة صعدة وَمَا إِلَيْهَا فوصل إِلَى حَضْرَة عَمه الْمُؤَيد بِاللَّه شهارة ثمَّ سَار إِلَى حبور وبلغه وَفَاة أَبِيه فَعَاد من حبور مبادرا إِلَى حَضْرَة عَمه الْحُسَيْن بضوران وَكَانَ يظنّ أَن الإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه سَيجْعَلُ إِلَيْهِمَا أَمر بِلَاد أَبِيهِمَا لما فِي وُجُوههمَا وانصباب أَصْحَاب والدهما إِلَيْهِمَا فَاقْتضى نظره أَن الْبِلَاد الَّتِي كَانَت مَعَ شرف الْإِسْلَام بأجمعها تصير إِلَى صنوه الْحُسَيْن وَإِلَيْهِ تَدْبِير إمداد حاشيتهما وَأمر وَلَدي أَخِيه بالتوقف على رَأْي عَمهمَا الْحُسَيْن
وَكَانَ الْحسن بن الإِمَام مَعَ شجاعته وَنِهَايَة كرمه وصفاء بَاطِنه وسلامة جَمِيع أَحْوَاله متمسكا بِحِصَّة نافعة من الْعلم وَله حَظّ فِي البلاغة جيد وَله بأيدي النَّاس قصائد مَشْهُورَة وَمِنْهَا القصيدة الَّتِي يحث وَالِده فِيهَا على الصُّلْح الَّتِي طالعها
(مولَايَ ان الصُّلْح أعذب موردا ... فاسلك لَهُ جددا سويا أجردا)
وَكَانَ هُوَ وَأَخُوهُ الْحُسَيْن شريفي الطَّرفَيْنِ فَإِن جدهما من قبل الْأُم السَّيِّد الناسك عَليّ بن إِبْرَاهِيم العابد رَأَيْت لبَعض الْفُضَلَاء كلَاما فِيهِ يَقُول فِيهِ مَا لَفظه كَانَ قوته فِي كيسه بالميزان عونة وَاحِدَة فِي الْيَوْم فرغ نَفسه لعبادة الله فِي الْمَسَاجِد الخالية ورفض الدُّنْيَا وَبعد عَن أَهلهَا حَتَّى عَن أَهله وَأَوْلَاده فَكَانَ يوتى فِي بعض الْأَحْوَال بقوته من كوَّة الْمَسْجِد إِلَى أَن قَالَ وَقد قَامَ بالحسبة لما قَالَ لَهُ أهل الشّرف الْأَسْفَل أَن الشاوش مرجان وغوث الدّين دخلُوا على
1 / 62