وأكسية بِوَاسِطَة قاضيهم أَحْمد بن عَليّ وَأمرهمْ بالغزو إِلَى أَطْرَاف بِلَاد الرمل شَرْقي برط ومساقط الْجوف فغزوا إِلَى هُنَالك وبلغوا إِلَى بَدو وَيُقَال لَهُم المعضة والعرصان فانتهبوا أبلهم وَرَجَعُوا مقتصرين على ذَلِك الْفِعْل وَأَرَادَ الإِمَام من غزوهم هَذَا أَن يقوم مدد جند حَضرمَوْت قيل وَلم يكن لَهُ أثر فِي ذَلِك لبعدها عَن حَضرمَوْت وَلما طَال بَقَاء الصفي بِحجر تعسر عَلَيْهِ الذّهاب وتحيرت أَعماله فِي أنصاب بِسَبَب عدم الْجمال مَعَ قرب فعلة أحور ومالت قُلُوب الْجند إِلَى الوجل وأصابهم هُنَالك الضعْف وأدركهم الوهل وَأرْسل الإِمَام أهل الحيمة إِلَى الْبَيْضَاء ليرابطوا من ذَلِك الْجَيْش ويتأنس بهم الدَّاخِل وَالْخَارِج إِلَى حَضْرَة الصفي
ثمَّ أَن صفي الْإِسْلَام تجرد تجرد الحسام وعب عبة الْبَحْر اللهام فانفصل عَن حجر وطلع الْعقبَة وَقد قدم بعض عيونه ليسبرأ حوال الطَّرِيق فَلَمَّا استقروا بِأَعْلَى الْعقبَة شارفوا على إِدْرَاك بعض الطّلبَة فَانْهَزَمَ من أَعْلَاهَا أول مقدمي السُّلْطَان فمهد لمن بعده هَذَا الفعال وصنعوا صَنِيعَة حَذْو النِّعَال بالنعال واستولوا على خزانته وأزواده وذخيرته وأمداده وَهَذَا الْمحل هُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ ريدة انا مسدوس وَعند ذَلِك طلعت على الصفي طلائع الإنتصار وتواترت إِلَيْهِ قبائل تِلْكَ الأقطار ثمَّ تقدم إِلَى بِلَاد الهجرين وَلم يبْق بَينه