تاريخ الأسره التیموريه
تاريخ الأسرة التيمورية
ژانرونه
وقد بدأ مجهوده في التمثيل بانضمامه إلى جمعية أنصار التمثيل مع المرحوم الأستاذ عبد الرحيم، وقد ترأس هذه الجمعية بعد وفاة رئيسها ومؤسسها المذكور. وكانت حفلات السمر التي يقيمها النادي الأهلي في بدئها، فظهر فيها بإلقاء منولوجات تمثيلية من نظمه، فكان هذا بدء عمله كممثل.
بعد ذلك بدأ ينظم مقطوعات نظمية رقيقة، ولكن غرامه كان يملأ قلبه؛ فكان التفاته إليه أكبر وعنايته بنظم منولوجاته التمثيلية أهم. وكثرت حفلات السمر في النادي الأهلي ونادي الموسيقى ونادي موظفي الحكومة؛ فكانت لا تخلو حفلة منها من منولوج أو ديالوج للفقيد من نظمه وإلقائه. وقد طرق في صياغتها - عدا اختيار اللفظ السهل والموضوع المؤثر - المنهج الرومانسي في مفاجآته ومقالاته. وله العذر في ترسم هذا المذهب؛ لأنه يوافق أميال الجماهير المصرية في ذلك الحين؛ فلو اختط منهج الدراما (المأساة) أو «الكوميديا الحقة» (أي الهزل اللابس ثوب الحقيقة) لأسقط في يده ولم يفلح؛ لذا نراه يساير الجمهور لأنه كان لا يود أن يحول أميالهم فجأة إلى تيار جارف أمام مشاربهم الراسخة فيهم منذ القدم.
وكان أن اشتهر بين هواة التمثيل والقائمين به، وقد تجلت إذ ذاك ديمقراطيته العظيمة التي بدأت في المدارس الثانوية ونمت في فرنسا، ولقد كان كل شيء حوله يسهل له الاندفاع في تيار المسرح: الثراء والشغف والحرية الشخصية. ولكن والده كان غير راض عن هوية ولده، وطالما قضى محمد ليالي أليمة بسبب يعلمه من معارضة والده له في ميله إلى المسرح.
وكانت النهضة التمثيلية الأخيرة أكبر دافع لتيمور على ارتقاء المسرح؛ إذ كانت عظيمة جذابة في دورها الأول، وساعد على ذلك انضمام كثير من الطبقات المتعلمة الراقية إلى المسرح. ولم ينزل تيمور الميدان كمحترف يؤلف فرقة ويكون على رأسها؛ لأنه يرى في ذلك خروجا عن طاعة والده، فضحى بمجد أدبي خالد ومستقبل للفن التمثيلي زاهر على يديه في سبيل الطاعة الأبوية.
ولقد اعتلى خشبة المسرح ممثلا في روايتين:
الأولى: رواية «عزة بنت الخليفة» لإبراهيم رمزي. والثانية: «العرائس» لبيير ولف، وترجمة الأستاذ إسماعيل بك وهبي المحامي.
وكان موفقا في تمثيله أكبر توفيق .
ومما يدعو إلى الإعجاب مجهوده المتواصل المكلل بالنجاح في سبيل إيجاد آداب مصرية بحتة بألوان محلية صحيحة، آداب تعبر عن أخلاقنا وعوائدنا وترسم لنا صورة صحيحة عن بيئتنا بما في هذه البيئة من فضائل ونقائص. وما رواياته المسرحية وقطعه القصصية «ما تراه العيون» إلا برهان ساطع على هذا المجهود الكبير الذي وضع به أول دعامة في أدبنا المصري الجديد ومسرحنا الوطني الحديث.
توفي المرحوم محمد تيمور في شهر فبراير سنة 1921 ولم يبلغ الثلاثين من عمره، ولكنه ترك من بعده تراثا فنيا صالحا غنيا بما فيه من آراء ناضجة وأفكار حية جريئة، وطرق لم يعهدها أدبنا في النقد، وأسلوب فكاهي سلس أخاذ يدل على مقدرة فنية اختصت به دون سواه. وكان يمتاز بملاحظته الدقيقة، وهذا يفسر لنا براعته في تصوير النفوس البشرية ومناظر الحياة على اختلاف مناحيها ومشاربها. (8-2) مؤلفاته
ألف جميع مؤلفاته في ستة أعوام، وهي:
ناپیژندل شوی مخ