تاریخ اُمت قبطیه
الهدية التوفيقية في تاريخ الأمة القبطية
ژانرونه
وقد تزوج بإحدى بنات الملك أبسامتيك الثاني؛ ليؤسس منها عائلة ملوكية جديدة، فولدت له ابنا سماه بسامتيك الثالث، الذي حكم على المملكة، وكان آخر ملوك هذه العائلة.
الفصل الحادي عشر
تملك العجم على بلاد القبط
وفي أيام أبسامتيك الثالث دخل مصر العجم على يد كمبيز ملكهم الذي لما استتب له الحكم أراد أن يغزو ثلاث غزوات؛ الأولى: غزوة قرطاجة، والثانية: بلاد النوبة، والثالثة: صحراء لبية، ولكن لم يحظ بوطره، ولم يفز بنوال أربه على الإطلاق.
وعند عودته إلى مصر ألفى كهنة الأقباط وأمراءهم محتفلين بعيد معبودهم العجل أبيس، فاستشاط غضبا واحتدم غيظا وقيظا؛ إذ ظن أنهم شامتون فيه وفرحون بخيبته وهزيمته، فضرب العجل المذكور بخنجر كان بيده وقتل عددا عديدا من كهنتهم وأمرائهم ثم مات غير مأسوف عليه.
ومن ذاك الحين تولدت العدواة والبغضة في قلوب الوطنيين نحو العجم، وخصوصا في أيام حكم الملك دارا الذي أخلف كمبيز في الحكم؛ فإنهم انتهزوا فرصة انهماكه بإخماد فتنة العراق ورفعوا عليه راية العصيان فلم يتمكن من قمعهم، ولكن لما تولى الملك شيرش خلفه عاقب أرباب هذه الفتنة وأخضعهم، ولكنهم لم يلبثوا أن قاموا ثانيا يطالبون باستقلالهم، وما زالوا مثابرين على هذه الخطة إلى أن تيسر لهم قتل الملك دارا الثاني النائب عن دولة العجم بمصر، وطردوا عساكر الفرس من بلادهم، وبهذه المثابة عاد لهم استقلالهم.
الفصل الثاني عشر
ملوك القبط الوطنيون بعد طرد العجم
وبعد أن تحصل القبط على استقلالهم وطردوا العجم من بلادهم؛ قامت بالملك منهم عائلة جديدة تدعى بالصاوية نسبة إلى صالحجر. على أن هذه العائلة لم تتعدد ملوكها بل كانت عبارة عن ملك واحد وهو الملك أمرطيس، الذي خاض عباب المصاعب، وتجشم الأهوال في تخليص البلاد من سلطة الأعجام، ومع أن مدة حكمه لم تكن إلا سبع سنوات لكنه مع ذلك أصلح البلاد إصلاحا لم يعهد له مثيل.
ثم ظهرت عائلة أخرى وطنية يقال لها الأشمونية نسبة إلى أشمون، ومن أشهر ملوكها الملك نفروطف الذي تحالف مع اليونان لمعاونته على الأعجام؛ لعلمه أنهم أعداء المصريين واليونانيين الألداء. وبعد موته أخلفه في الحكم الملك هورقور الذي اختط خطة سلفه ومكن العلائق والروابط الودية بين المصريين واليونانيين. فأرسلت له دولة اليونان جيشا جرارا تحت قيادة خابرياس الأثيني وقاية له وتحصينا لبلاده. وفي عهده جاء العجم إلى بلاد القبط بقصد الاستيلاء عليها دفعة ثانية، ولما شاهدوها محصنة بالعساكر والدساكر ارتدوا راجعين على أعقابهم بخفي حنين، وفي أيام حكم هذا الملك وفد أيضا إلى البلاد القبطية أفلاطون الحكيم وغيره من حكماء اليونان لتلقن الحكمة والفلسفة من حكماء عين شمس ومنف وطيوه، وبعد وفاة هذا الملك الجليل قام بالملك ثلاثة ملوك آخرين من عائلته، ولكن لم يأتوا عملا يذكر فيشكر أو ينشر فيفتخر به.
ناپیژندل شوی مخ