د راشدینو خلافت عصر: د عربي امت تاریخ (درېیمه برخه)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
ژانرونه
25
سارت جيوش المسلمين نحو سورية ، وكان أول فتح تم على أيديهم هو فتح يزيد لتبوك؛ فقد دخلها ولم يلق فيها كبير عناء، ثم خلفها وراءه وسار حتى التلال التي تشرف على وادي عربة فعلم بمقدمهم البطريق سرجيوس قائد فلسطين المقيم في قيسارية «قيصرته»، فاستعد للقائه والتقى جمعاهما عند «وادي عربة» وانتصر يزيد واضطر سرجيوس إلى الانسحاب إلى غزة، فلحق به المسلمون وجرت بين الطرفين معركة كبرى في شباط سنة 634م عند «دائن» من أعمال «غزة» قتل فيها سرجيوس، وكاد المسلمون أن يفنوا الجيش البيزنطي، فطاش صواب البيزنطيين وبلغت أخبار انهزامهم إلى مسامع الإمبراطور هرقل، فأمر أخاه الأمير «تذارق» تيودوروس أمير حمص أن يسير في جحفل كبير إلى جنوبي دمشق ويحميها من العرب، كما أمر بعض القادة بحماية «القدس» و«قيصرية»، ويظهر أن عدم وجود خطة معينة للعرب في فتوح الشام جعل البيزنطيين يضطربون في الاستعداد لهم؛ لأن كل قائد عربي كان يرتاد المنطقة التي يراها صالحة لغزوه.
وكانت أعظم معركة جرت بين الطرفين هي معركة «أجنادين» في تموز سنة 634؛ فقد جمع البيزنطيون جموعهم ليلاقوا الفرق العربية التي أخذت تغزو ديارهم جنوبي فلسطين. ويظهر أن خالد بن الوليد قد شعر بأن القوم أخذوا يتجمعون للقائه، فكتب إلى أبي بكر يستنجده، فأجابه بأن يترك القيادة العراقية للمثنى بن حارثة ويتوجه نحو الشام كما أسلفنا، ولا نعرف بالضبط موعد سفر خالد ولا مقدار الجند الذي سار بهم من العراق إلى الشام ولا الطريق التي سلكها، أما عدد جنوده فالروايات تختلف في تقديرها بين العشرة آلاف وبين الخمسمائة، وأما موعد سفره فيقال: إنه كان في المحرم، ويقال: بل في ربيع الثاني من سنة 13ه، وأما الطريق التي سلكها من الحيرة إلى الشام فقد اختلفوا فيها جدا، ولعل أقرب تلك الروايات من الصحة ما يذكره الطبري بقوله: وجه أبو بكر خالد بن الوليد أميرا على الأمراء الذين بالشام، وضمهم إليه، فشخص خالد من الحيرة في ربيع الآخر سنة 13ه في ثمانمائة، ويقال: في خمسمائة، واستخلف على عمله المثنى بن حارثة ، فلقيه عدوه «بصدوداء» فظفر بهم، وخلف بها ابن حرام الأنصاري، ولقي جمعا «بالمصيخ» و«الحصيد» عليهم ربيعة بن بجير التغلبي، فهزمهم وسبى وغنم، وسار ففوز من «قراقر» إلى «شوى»، فأغار على أهل «شوى» واكتسح أموالهم وقتل حرقوص بن النعمان البهراني، ثم أتى «أرك» فصالحوه، وأتى «تدمر» فتحصنوا ثم صالحوه، ثم أتى «القريتين» فقاتلهم فظفر بهم وغنم، وأتى «حوارين» فقاتلهم فهزمهم وقتل وسبى، وأتى «فصم» فصالحه بنو مشجعة من قضاعة، وأتى «مرج راهط» فأغار على غسان في يوم فصحهم فقتل وسبى، ووجه بسر بن أرطاة وحبيب بن مسلمة إلى «الغوطة» فأتوا «كنيسة» فسبوا الرجال والنساء وساقوا العمال إلى خالد.
26
ولما وصل خالد إلى الشام قصد «بصرى» حيث التقى بيزيد وشرحبيل وأبي عبيدة، فعاونهم على فتح «بصرى» صلحا، وكانت أول مدن الشام فتحت في عهد أبي بكر، ثم اتجه الجميع إلى الجنوب لينجدوا عمرو بن العاص في «وادي عربة»، على أن البيزنطيين لما علموا بقدوم الجيش الإسلامي غيروا أمكنتهم وقصدوا أجنادين. (4-1) معركة أجنادين
أجنادين (أجنابتين) كانت مدينة بين «الرملة» وبين «جبرين»،
27
وقد جمع البيزنطيون فيها قواتهم بقيادة «تيودوس» أخي الإمبراطور «هرقل»، ويختلف المؤرخون في عدد الجيش البيزنطي، فيقول البلاذري: إنه كان مؤلفا من مائة ألف محارب، ويذكر لامنس أنه بضعة آلاف، فيقول: «إن تلك الآلاف القليلة من حاميات المدن وبعض الجنود الإمبراطورية التي لم تدرب التدريب الكافي لم تكن تتوقع الهيبة في قلوب المسلمين.»
28
ولا ندري المصدر الذي نقل عنه لامنس هذا الخبر.
ناپیژندل شوی مخ