د راشدینو خلافت عصر: د عربي امت تاریخ (درېیمه برخه)
عصر الخلفاء الراشدين: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثالث)
ژانرونه
فتح الأنبار
علم خالد بأن الفرس أخذوا يرتبون جيوشهم لوقف زحفه، فخرج بنفسه على رأس جيش كثيف يريد الأنبار، فلما وصلها تحصن صاحبها «شير زاد» بقلاعها وخندقها، فأحاط المسلمون بخندق المدينة وأخذوا يرامون المشركين، فقال خالد: إني أرى أقواما لا علم لهم بالحرب، فارموا عيونهم ولا تتوخوا غيرها، فأخذ المسلمون يرمون عيون المشركين ففقئ أكثر من ألف عين، حتى سميت تلك الوقعة: وقعة «ذات العيون»، وتصايح القوم: «ذهبت عيون أهل الأنبار».
ثم هجم المسلمون على المدينة والتقوا بالمشركين عند الخندق، واشتد القتال وأحس المشركون بالفشل والانخذال، فطلب «شير زاد» من خالد أن يصالحه، فرفض الصلح وأبى إلا احتلال المدينة، فقاتل المشركون أشد قتال، فنحر خالد ضعاف إبل حبيشة ورماها في الخندق، ودخل الجانب الآخر من الخندق، ولما رأى «شير زاد» أن لا قبل له بخالد صالحه على ما أراد على أن يخلي سبيله ويلحقه بمأمنه، وألا يأخذ معه شيئا من المال والمتاع، فقبل خالد وخلى سبيله، فنجا «شير زاد» بنفسه ولحق ببهمن.
13
وقعة عين التمر
لما فرغ خالد من فتح الأنبار ورتب أموره فيها استخلف عليها الزبرقان بن بدر، وقصد لعين التمر، وفيها يومئذ «مهران بن بهرام جوبين» في جمع عظيم من الفرس، وجمع من العرب من بني التمر وتغلب وإياد عليهم عقة بن أبي عقة، فلما سمع المشركون بقدوم خالد إليهم قال عقة لمهران: إن العرب أعلم بقتال العرب، فدعنا وخالدا، فقال له: صدقت، دونكموهم، وإن احتجتم إلينا أعناكم، فلما مضوا نحو خالد قالت الأعاجم لبهرام: ما حملك على أن تقول هذا القول لهذا الكلب؟ فقال: دعوني فإني لم أرد إلا ما هو خير لكم وشر لهم، إنه قد جاءكم من قتل ملوككم فاتقيته بهم، فإن كانت لهم على خالد فهي لكم، وإن كانت الأخرى لم تبلغوا منهم حتى يهنوا فنقاتلهم ونحن أقوياء وهم مضعفون. فاعترفوا له بفضل رأيه.
ثم إن عقة سار للقاء خالد، وبقي مهران في حصن عين التمر، ولما التقى الجمعان برز خالد لعقة فأخذه أسيرا وانهزمت صفوفه ووقع كثير منهم في الأسر، فلما بلغت هذه الأخبار أذن مهران ترك حصنه وفر في جنده، فدخل خالد الحصن وضرب أعناق أهل الحصن كما ضرب عنق عقة وأعناق جماعته من مشركي العرب الذين ناصروا الفرس ليؤدب بهم سائر العرب، وغنم كثيرا وسبى كثيرا، وكان فيمن وقع أسيرا: نصير أبو موسى بن نصير، وأبو عمرة جد عبد الله بن عبد الأعلى الشاعر، وسيرين أبو محمد بن سيرين، ثم إن خالدا بعث بالمغانم والخمس والسبايا إلى أبي بكر مع الوليد بن عقبة.
14
معارك دومة الجندل والحصيد وخنافس والمصيخ
استخلف خالد في عين التمر عويم بن الكاهل الأسلمي، وسار هو منجدا عباس بن غنم الذي لقي عنتا من أهل دومة الجندل ومن حولها من قبائل: بهراء وغسان وتنوخ والضجاغم، فلما بلغهم خبر مقدمه اجتمعوا فتشاوروا، فقال أكيدر بن عبد الملك أحد رؤسائهم: أنا أعلم الناس بخالد، لا أحد أيمن منه طائرا في حرب، ولا يرى وجه خالد قوم أبدا قلوا أو كثروا إلا انهزموا عنه، فأطيعوني وصالحوه. وقال الجودي بن ربيعة ووديعة الكلبي وابن رمانس الكلبي: لا بد من قتاله. وأخذوا يعدون عدتهم حتى قدم عليهم فقاتلوه وقاتلهم، فهزمهم وضرب عنق الجودي، ثم أقام بدومة، وأرجع أحد قادته وهو الأقرع بن حابس إلى الأنبار.
ناپیژندل شوی مخ