د یابود د عصرو: د عربي ملت تاریخ (بڼه پنځم)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
ژانرونه
تفسيرا جديدا غير رشيد (زند)، وكانت تطلق على أتباع ماني ومزدك خاصة، وفي السنة نفسها قتل بشار بن برد الشاعر الضرير الذي لم يتورع عن أن يصرح في شعره بتعبده للنار كأسلافه، ومهما يكن من أمر فحوالي ذلك الوقت بالذات عهد المهدي في ملاحقة الزنادقة إلى عامل خاص يدعى «العريف» ويقال إن هذا العامل ظل ينشط أول الأمر طوال سنوات ثلاث، حتى إذا قضى المهدي وجاء من بعده خلفاؤه وجهت همة «ديوان التفتيش» هذا نحو محاربة الآراء المذهبية أيضا ضمن إطار الإسلام الفكري نفسه، وهي آراء كانت تزعج الحكومة لسبب ما، وإن لم تكن تنطوي فيما عدا ذلك على أيما أذى وضرر.»
10
والحق أن الزنادقة إنما ظهروا في العصر الأموي وكثروا في أواخره، وخصوصا حين تظاهر بالإسلام بعض أرباب النحل القديمة من ديصانية ومرقونية ومزدكية ومجوسية وغيرهم، وأخذوا يعملون على هدم الإسلام وإحياء عقائدهم وطقوسهم القديمة وبخاصة ما يتعلق بكتاب «الأبستاق» الذي جاء به زرادشت وبتفسيره تفسيرا مخالفا لقواعد الدين، هذا ما يقوله براون في كتابه «تاريخ الأدب الفارسي» (1: 159)، وينقل براون أيضا عن بيفان تخريجا آخر لكلمة «زنديق» يفضله الدكتور عبد العزيز الدوري، وأنا أيضا أميل إليه، وخلاصة ذلك التخريج هو أن أبرار المانوية وزهادهم الذين كانوا يفرضون على أنفسهم إيثار المسكنة وقمع الحرص والشهوة، ورفض الدنيا والزهد فيها ومواصلة الصوم والتصدق بما أمكن، وتحريم اقتناء شيء ما دون قوت يوم واحد ولباس سنة واحدة، وإدامة التطواف في الدنيا للدعوة والإرشاد، وكانوا يدعون بالعربية «الصديقين» واحدهم «صديق»، ولعل الأصل الآرامي لهذه الكلمة هو «الزديق» فصارت بالفارسية «زنديك»، ثم عربت على «زنديق»، وهكذا أطلقت كلمة «زنديق» على المانوي أول الأمر، ثم صارت تستعمل في كل خارج عن حدود الإسلام، ثم أطلقت على كل ملحد فيما بعد. (6) العلاقات السياسية الخارجية
نوعان من العلاقات الخارجية التي يجدر بنا أن نلاحظها في زمن المهدي؛ «أولهما» علاقته بالأموية في الأندلس، «وثانيهما» علاقته بالدولة الرومية.
أما علاقته بالأندلس فلم تكن طيبة، وقد كان هو من جانبه يسعى للقضاء على منافسه في الأندلس وهو عبد الرحمن الداخل، ولكن بعد الشقة بينهما كان يحول دون الوصول إلى ذلك، وكان عبد الرحمن مشغولا بترتيب شئون دولته الجديدة غير آبه بخلفاء بغداد؛ إلا أنه كان يحسب لهم حسابا فلم يجرؤ «على تسمية نفسه خليفة للمسلمين، مع أن نفسه كانت طموحة إلى ذلك»، وأما علاقة المهدي بالدولة الرومية فكانت جد سيئة، وكان يعمل دوما على التوغل في بلاد البيزنطيين، فيرسل حملات «الصوائف» و«الشواتي» كل عام للجهاد والغزو، وقد بعث بابنه هارون في سنة 163ه فغزا بلاد الروم، ثم عاد في الصائفة سنة 165ه فتوغل في بلاد الروم حتى بلغ تخوم القسطنطينية في البسفور، واضطرت الإمبراطورة إيرين
Iren
أم الملك الطفل والوصية عليه أن تصالح هارون على مبالغ كبيرة من المال تؤديها إليه كل سنة في نيسان وحزيران، وكتبت كتاب الهدنة لمدة ثلاث سنوات، وقد وردت الإشارة إلى هذه الغزوات في قصيدة لمروان بن أبي حفصة يمدح هارون بها:
أطفت بقسطنطينية الروم مسندا
إليها القنا حتى اكتسى الذل سورها
وما رمتها حتى أتتك ملوكها
ناپیژندل شوی مخ