عصر الاتساق: د عربي ملت تاریخ (څلورمه برخه)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
ژانرونه
فقال له المغيرة: «ويحك اتق السلطان وغضبه وسطوته، فإن غضب السلطان أحيانا مما يهلك أمثالك.» وظل حجر على عدائه حتى مات المغيرة، وولي الكوفة بعده زياد ابن أبيه، فاتبع طريقة من كان قبله، فضاقت الشيعة ذرعا وأخذوا يتشاورون في الأمر، واتفقوا على أن يسبوا معاوية في المجتمعات العامة، إلى أن يكف الأمويون عن سب علي، فلما بلغت هذه الأخبار زيادا، وكان يقيم بالبصرة، فقدم الكوفة واستدعى حجرا فهدده، ثم بعث به وبجماعة آخرين إلى معاوية، فقتل منهم ثمانية، وأخذ زياد ومعاوية يضيقون على الشيعة حتى صار الناس يكتمون تشيعهم، وركدت الحركة العلوية إلى حين.
وأما الخوارج
28
وهم في الأصل جماعة من الشيعة انشقوا عن إخوانهم وشتموهم وضربوهم لما قبلوا بالتحكيم، وقالوا لهم: يا أعداء الله أوهنتم في أمر الله - عز وجل - وحكمتم الناس في دين الله، ولما دخل علي الكوفة لم يدخلوا معه، وذهبوا حتى أتوا حروراء، فنزل منهم فيها اثنا عشر ألفا، وأمروا عليهم للقتال شبث بن ربعي، وللصلاة عبد الله بن الكواء اليشكري، وقالوا: إن الأمر شورى والبيعة لله - عز وجل - ولا حكم إلا لله، فبعث إليهم الإمام من ينصحهم فلم يقولوا قوله وسفهوا أمراءه، وسار إليهم فلقيهم على النهروان ، وقتل منهم مقتلة عظيمة، وهرب قسم منهم فتسللوا إلى الكوفة، وقسم تفرق في الأمصار وكان ذلك سنة 38ه، ولما قتل علي وأفلت معاوية منهم عزم على أن يطهر البلاد منهم، وكان زعيمهم في هذا الوقت فروة بن نوفل الأشجعي، وهو ممن اعتزل عليا وأقام في شهرزور، فلما بايع الحسن معاوية قال لأصحابه: سيروا إلى معاوية، فخرجوا إليه، وكان في الكوفة يومئذ لم يبرحها إلى الشام، فقال للكوفيين: لا أمان لكم عندي والله حتى تكفوا بوائقكم وتقاتلوهم، فخرج أهل الكوفة إلى الخوارج يقاتلونهم، فقال لهم الخوارج: ويحكم، ما تبغون؟ أليس معاوية عدونا وعدوكم؟ دعونا نقاتله فإن أصبناه كنا قد كفيناكم عدوكم، وإن أصابنا كنتم قد كفيتمونا. فأبى أهل الكوفة إلا القتال حتى غلبوهم.
29
ثم تجمعوا ثانية بزعامة حيان بن ظبيان السلمي، والمستورد بن علقة التيمي وجرت لهم مع المغيرة بن شعبة معارك، ثم لما عزل المغيرة عن العراق وولى زياد ابن أبيه وأوصاه بالفتك بهم، فأخضعهم وجرت لهم مع زياد وقائع كثيرة سنبينها فيما بعد. (4) الفتوح في عهد معاوية
عني معاوية عناية شديدة بحرب الروم، ورأى أن خير وسيلة لحربهم هي في تجهيز أسطول بحري، فوجه همته إلى بناء عمارة بحرية ضخمة، بلغت فيما يقال 1700 سفينة، استطاع أن يفتتح قبرص ورودس وبعض جزائر بلاد يونان، كما أنه اهتم بالغزو البري لبلاد الروم، فرتب الشواتي والصوائف، وقد بلغه في سنة 41 وأمره لم يترتب بعد، أن الروم في عهد الإمبراطور كونستانس الثاني 642-668 يريدون الزحف على الشام في جموع جمة، فخاف أن يشغلوه عما يحتاج إلى ترتيبه، فوجه إليهم من صالحهم على مائة ألف دينار، وكان بذلك أول من صالح الروم على مال.
30
فلما استقام له الأمر ورتب شئون الدولة، انصرف إليهم ووجه همته إلى غزوهم سنة بعد سنة في الصوائف والشواتي، وطلب صاحب الروم الصلح فلم يجبه، واستطاع أن يفتتح جزائر أرواد وقبرص ورودس وغيرها، وبث فيها المسالح وجعلها مناظر للعرب.
وفي سنة 34 غزاهم غزوة سبى فيها منهم مائة ألف إنسان، وبعث أخاه على البحر فانهزم الروم أمامه. وكانت أعظم الغزوات التي قام بها في سنة 48 حينما جهز جيشا كبيرا برا وبحرا لفتح القسطنطينية، وكان على الجيش سفيان بن عوف، وفيه عبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وأبو أيوب الأنصاري، وابنه يزيد بن معاوية، ولما وصلوا القسطنطينية حاصروها مدة فلم يتمكنوا من الفتح، وأحرقت النار اليونانية سفن المسلمين، فتراجعوا بعد أن تركوا عددا من الشهداء منهم أبو أيوب، ولم يمت معاوية إلا وهو قد حصن ثغور الشام ومرافئه، وأقام دور الصناعة البحرية في صور وصيدا وعكا والإسكندرية؛ لصنع السفن والعدد الحربية البحرية، وقد حاصرت قوات المسلمين في عهد معاوية القسطنطينية ثلاث مرات، ولكنهم لم يتمكنوا من فتحها.
ناپیژندل شوی مخ